قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يفهم المنطقة وتهديدات إيران التي وصفها بـ"العدو المشترك للبلدين" بدرجة أفضل من سلفه باراك أوباما.
وفي مقابلة مع "رويترز"، قال الوزير البحريني، إن بلاده واثقة في أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستوضح قريباً مواقفها في السياسة الخارجية.
وأضاف الوزير: "نحن نرى فهماً أكثر وضوحاً من جانب البيت الأبيض للتهديدات التي نواجهها هنا في المنطقة وخاصة تلك التي تأتي من إيران".
وتابع: "في السنوات القليلة الماضية كانت توجد سياسة، كنا نعتقد أنه من الأفضل لهم تصحيحها ولقد نصحناهم بضرورة تصحيحها".
وقال آل خليفة، إن بلاده ترحب باعتزام الإدارة الأمريكية المضي في صفقة قيمتها نحو خمسة مليارات دولار لبيع البحرين 19 مقاتلة من طراز إف-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن والمعدات المتصلة بها.
وأوضح الوزير أن "أسلوب ترامب ربما صرف انتباه البعض عن مزايا وجهات نظره" لكنه أوضح أن كل الإدارات عانت من مشاكل في بداياتها. وأضاف: "ستحل مشاكلها.. كل إدارة جديدة تبدأ دائماً بطريقة تبدو غير واضحة لكن الوضوح سيأتي".
وتابع: "ربما عندما ترى الاختلاف في شخصية الرئيس، ربما يعطي ذلك صورة شاملة للوضع".
وعن استمرار المساعي الإيراني في تقويض أمن البحرين والمنطقة، قال الشيخ خالد بن أحمد: "إننا نواجه مشروعاً كاملاً ولن يتوقف حتى يغير هذا النظام (الإيراني) مساره عن الطريقة التي يتبعها الآن، المسيطرة الدينية الفاشية، إلى نظام يستجيب لتطلعات شعبه وعلينا أن ندافع عن أنفسنا حتى نصل إلى هذه اللحظة".
وأضاف الوزير البحريني: "نشعر أننا نتعرض لضغوط ونعاقب بلا سبب فقط لأننا نخاطر بمعالجة قضايا موجودة في كل بلد".
وتتهم مملكة البحرين الحكومة الإيرانية بنشر التطرف وتسليح المليشيات الشيعية، وتتهم دول الخليج أوباما، بالتهاون في التصدي لتدخلات إيران دول المنطقة.
وتعهد ترامب بالتعامل "بقوة" مع إيران وانتقد اتفاقاً دولياً للحد من البرنامج النووي الإيراني وقعته إدارة أوباما في عام 2015 واعتبره تنازلاً لدولة راعية للإرهاب.
وكان الشيخ خالد بن أحمد التقى بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في واشنطن الشهر الماضي، وتحدث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة هاتفياً مع ترامب وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين عقب انتخابه في نوفمبر الماضي.
واتخذت البحرين منذ سنوات خطوات عملية لدعم أجهزتها الأمنية، وفتح حوار مع المعارضة، لكن التحريض الإيراني المستمر في انتهاك القوانين الداخلية وتعريض البلاد للفوضى وانتهاك الحقوق ونشر الرعب بين المواطنين، يعيق التقدم في هذا المجال.
ولكن في المقابل، يرى مراقبون أن ترامب يغض الطرف عن الانتهاكات والجرائم الحقوقية التي تقترفها أنظمة خليجية وعربية بحق شعوبها وبحق المطالب السلمية لهذه الشعوب، بزعم مكافحة الإرهاب، مستدلين باستضافة ترامب لقائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي وتجاهله لكل انتهاكات نظام السيسي الحقوقية.