أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

متعة المشي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-03-2017


في أسفاري العديدة للولايات المتحدة نهاية سنوات الثمانينيات، تفتّحت عيناي هناك على سلوك واضح كان يبدو عادياً ويومياً وشائعاً بين الجميع، رجالاً ونساء، يمارسونه بحرية وأريحية ومتعة ظاهرة، إنه المشي أو الجري في الطرقات الظليلة والمشجّرة، وفي الغابات والمنتزهات الوطنية، كان هذا السلوك يبدو لنا ظاهرة جديدة بدأنا نعتادها فيما بعد، بفضل تلك الأسفار والقراءات في الصحة، وبفضل برامج الحكومة واهتمامها بإحلال عادات صحية، وتجهيز ممرات للمشي في معظم الحدائق العامة.

وفي أسفاري الأخيرة التي صادف أن كانت في فصل الشتاء القارس في أوروبا، ظننت أن هذه الرياضة ستتراجع في شوارع هذه المدن الغارقة في الصقيع، فالبرد لا يطاق هناك، لكن الحقيقة أن الشمس تبزغ بين الغيوم دائماً حتى في الشتاءات القاسية، وهناك همة عالية عند المشائين للانطلاق في الطرقات الخارجية بأحذية من ريح عند أول فرصة!

هذا الحرص على ممارسة المشي ليس أمراً طارئاً أو متكلفاً هناك، إنهم يقومون به كفعل حياتي ضروري، يتعلمونه من أهلهم وأسرهم ومجمّعاتهم الحياتية، فالمشي هناك فلسفة (ظهرت جماعات من الفلاسفة في اليونان أطلق عليهم المشاؤون)، لذا فالمشي حضارة قائمة بذاتها!

ريبيكا سولنت كاتبة أميركية شهيرة، تكتب في التاريخ الأميركي وتتبع سير الحياة والجغرافيا البشرية عبر التاريخ، كتبت في العام 2000 كتاباً بعنوان (متعة التجوّل: تاريخ المشي) تحدثت فيه عن المشي في الطبيعة، وعن أشهر المشائين وتأثير المشي في إنتاج أدبهم، هذه الرياضة التي ننظر لها نظرة لا مبالية، ولا نوليها العناية المطلوبة مثل بقية شعوب الأرض.

تقول ريبيكا: إن هذا السلوك قد أفرز على امتداد التاريخ الإنساني أدباً رائعاً كتبه أمثال: هنري جيمس، غوته، توماس مان، فيرجينيا وولف، ويتمان، وهمنغواي. جميع هؤلاء - تقول - كانوا مشّائين من الطراز الرفيع. لدرجة أن بعضهم كانوا يميلون للمشي لمسافات طويلة، جعلتهم يعبرون البلدان سيراً على أقدامهم، ويكتبون الكتب التي تتحدث عن أسفارهم.

وقد أكدت في كتابها أن الفراعنة اخترعوا أقدم وسائل في التاريخ للمساعدة على المشي بصنعهم «الأصابع الصناعية»، التي تساعد من فقد أحد أصابعه على المشي أكثر من كونها أسلوب تجميل!