أحدث الأخبار
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد

محددات القبول بالآخر في مجتمعنا

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 21-03-2017


يدور الحديث كثيراً حول علاقتنا كمجتمع بالآخر، وخاصة ذلك الآخر الذي يسكن بيننا، المقيمون يشكلون أكثر من 88% من سكان قطر ونحتك بهم بشكل يومي، كيف هي علاقتنا معهم وعلى أي أساس تبنى، اليوم هناك العشرات من المجتمعات الصغيرة التي تمثل المقيمين في قطر، وبالإمكان تحديد هذه المجتمعات على أساس الجنسية أو الخلفية الثقافية والعرقية أو الدين، كل هذه المحددات تشكل جيوباً اجتماعية يقف القطريون على مسافات مختلفة منها وفي إطار ضمان التناغم الاجتماعي والتنمية المستدامة الحقيقية لا بد من نظرة علمية إلى هذه العلاقات بين المجتمع القطري وهذه الجيوب الاجتماعية حوله وسبل تحسينها وتنميتها وأهم ما يجب أن نفهمه هو ما يحدد قبولنا للآخر كمجتمع، ما هي العوامل التي تجعل هذا الآخر مقبولاً عندنا وما هي العوامل التي تجعله مرفوضاً.
في معرض إنجازي لرسالة الدكتوراة وفي إطار دراسة التناغم الاجتماعي التي نفذتها جامعة قطر عام 2013 أجرينا تجربة مسحية على عينة عشوائية منتظمة من القطريين ضمت 1732 مواطناً، هذه التجربة كان هدفها الإجابة على سؤال محدد، بالنسبة للمجتمع القطري هل يعتبر الدين أم الثقافة المشتركة العامل الأساسي لقبول الآخر؟ قمنا من خلال التجربة بتصميم أربعة سير ذاتية لمرشحين افتراضيين يتساوى جميعهم في المؤهلات العالية والخبرة الطويلة، الفرق الوحيد بينهم هو أن الأول كان عربياً مسلماً والثاني عربياً غير مسلم والثالث غربياً مسلماً والرابع غربياً غير مسلم واستخدمنا الاسم وخانة الديانة في السيرة الذاتية للتدليل على ذلك، وطلبنا من كل مبحوث أن يتخيل أنه مسئول عن التوظيف في مؤسسة حكومية كبرى ثم طلب منهم أن يحددوا مدى موافقتهم على تعيين المرشح الذي أمامهم لوظيفة كبيرة، وحيث إننا كنا حريصين على التعرف على حقيقة الآراء لم ير المبحوث إلا إحدى هذه السير فهو لم يعرف في الحقيقة أن هناك أربعة اختيارات، وبذلك ضمنا أن لا تشكل المقارنة بين المرشحين عاملاً مؤثراً على قرار المبحوث، أي أن رأيه الذي سيعطيه سيكون مبنياً على المعطيات التي أمامه فقط.
بعد تحليل النتائج باستخدام نماذج تحليلية مختلفة واستناداً لأكثر القواعد العلمية صرامة وجدنا أن القبول بالمرشحين المسلمين وبغض النظر عن كون المرشح عربياً أوغربياً كان عالياً جداً حيث أفاد 40% من المبحوثين أنهم يوافقون بشدة على توظيف المرشحين المسلمين، أما المرشحان غير المسلمين فكانت نسبة القبول أقل بكثير حيث أفاد حوالي 20% فقط بأنهم يوافقون بشدة على قبول المرشحين غيرالمسلمين، ولاحظنا كذلك تشابهاً كبيراً في الأرقام بين من يوافقون على ترشيح المسلمين من جهة وغيرالمسلمين من جهة أخرى وكأن النتائج تقول أن الاعتبار كان للدين فقط ولم يكن لكون المرشح عربياً أوغربياً أي تأثيرعلى قرار المبحوثين.
أهم ما يستفاد من هذه النتائج هو أن العامل الديني ما زال أساسياً في تحديد موقع نافذة القبول بالآخر في البيت القطري، فالدين في سياق مجتمعنا يحمل عناصر تعبدية وثقافية واجتماعية متنوعة وبذلك يكون أداة مناسبة لتحديد الموقف من الآخر، وبطبيعة الحال لا يعني ذلك أن المجتمع يرفض غير المسلم بشكل عام ولكن القبول بالآخر يكون أكبر إذا كان مسلماً، ومن خلال تنفيذ نفس التجربة في سياق حلقة نقاشية علمية أفاد المشاركون أنه من الممكن أن تزيد درجة قبول المجتمع بغير المسلمين إذا عكس أولئك احتراماً للثقافة الإسلامية في تصرفاتهم وأشار أكثر من مشارك إلى نماذج إيجابية لمقيمين من الغربيين وغيرهم بذلوا جهداً للتعرف على الثقافة الإسلامية وإظهار احترامها خلال وجودهم في قطر.
حتى وإن تداخلت عناصر الهوية في مجتمعاتنا وتكاثرت بين البعد الوطني والقومي والإسلامي وغير ذلك يبقى الإسلام إطاراً جامعاً، وكما يشير أحد المثقفين المسيحيين العرب فإن الثقافة الإسلامية تجمع المسلم وغيرالمسلم من الذين ينتمون إلى هذا الإرث التاريخي الحضاري المشترك، لذلك على راسمي السياسات في هذا المجال وصناع القرارالانتباه إلى أهمية الدين في المعادلة الاجتماعية القطرية، وينبغي توظيف ذلك في التأسيس لمجتمع متوازن ومتجانس سعياً نحو تنمية مستدامة اجتماعية، التواصل الثقافي مع الآخر واحترام الهوية الذاتية في تخاطبنا معه أمر مهم جداً لضمان مستقبل مشرق لمجتمعنا الصغير حجماً الواسع والممتد تنوعاً.;