في مؤشر على دخول العلاقات العراقية السعودية مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون، بعد فجوة استمرت ربع قرن، يتجه البلدان نحو تشكيل مجلس تنسيقي مشترك واعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر والتعاون امنيًا واستخباريًا، والمساهمة بإعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش، بحسب الموقع الإخباري "إيلاف".
فقد اقترحت المملكة العربية السعودية على وفد لوزارة الخارجية العراقية يزور الرياض حاليًا برئاسة وكيل وزارة الخارجية الأقدم نزار خير الله تشكيل مجلس تنسيقي عراقي سعودي لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية العراقية في بيان صحافي، ان اجتماعات وفدها في الرياض مع الخارجية السعودية قد اتسمت بالجديّة والبحث المعمّق في عدد من القضايا الهامة التي ركزت على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين والمبنية على الثقة المتبادلة.
وأضاف أن الجانب السعودي اقترح تشكيل "المجلس التنسيقي العراقي السعودي"، إضافة إلى بحث عدد من المواضيع المتعلقة بإعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر وتسهيل الاجراءات الخاصة بالحجاج والمعتمرين العراقيين، وكذلك الزوار السعوديين إلى العتبات المقدسة في العراق .
وأوضح أن المباحثات تناولت فتح آفاق التعاون في مجال النفط والتكرير والطاقة واعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش وتشجيع الاستثمار وعمل الشركات السعودية داخل العراق، فضلاً عن قيام تنسيق أمني في مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات مع التأكيد على التعاون بين البلدين داخل جميع المنظمات الدولية والاقليمية وضرورة إيقاف التصريحات الرسمية ذات الطابع التحريضي والعمل على تحقيق زيارات متبادلة عالية المستوى.
وأشار المتحدث الرسمي الى أن الاجتماعات تطرقت أيضًا إلى عدد من القضايا السياسية الخاصة ببعض دول المنطقة وموقف العراق والسعودية منها .
ويستكمل الوفد العراقي في الرياض حاليًا مباحثات بدأها في بغداد اواخر الشهر الماضي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد قطيعة بين البلدين استمرت حوالي ربع قرن لبحث قضايا محاربة الإرهاب ومساهمة السعودية في الاستثمار وإعادة بناء المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش.
وشهدت العلاقات بين العراق والسعودية توتراً خلال الأشهر الأخيرة بعد تقديم بغداد طلباً في أغسطس الماضي إلى الرياض لاستبدال سفيرها ثامر السبهان على خلفية اتهامه من قبل بغداد بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي. وكان السبهان قد تسلم مهام منصبه كأول سفير للسعودية في العراق بعد 25 عاماً من القطيعة في ديسمبر عام 2015.