كشف نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، النقاب عن تلقي أنقرة مبادرات خليجية من أجل المساعدة في إنشاء مناطق آمنة في سوريا.
وقال ياسين أقطاي، في تصريحات لموقع "الخليج أونلاين" الإخباري، رداً على سؤاله عن احتمال إقدام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على دعم المطلب التركي بإقامة مناطق آمنة، وهل يوجد اتصالات بدول الخليج لتنفيذ هذا الأمر: "لدينا اتصالات وتنسيقات مع دول الخليج، خصوصاً قطر والسعودية والكويت، وهناك مبادرات لمساعدتنا في إنشاء المناطق العازلة التي ستؤوي الشعب السوري، فكافة المدن السورية وبناها التحتية دُمّرت في الحرب، وهي بحاجة ماسة إلى إعادة إعمار من جديد، وهذا يتطلب كلفاً كبيرة، ويحتاج دعماً غير محدود".
وأضاف أقطاي، على هامش مؤتمر إعلان إسطنبول عاصمة للإنسانية: "إن دول الخليج العربي هي أفضل الدول تنسيقاً مع تركيا في مجال الملف الإنساني، الذي تتحمل تركيا فيه أعباء كبيرة جداً؛ بسبب حجم اللاجئين على أراضيها، والمساعدات التي تكفلت بتقديمها للدول الإسلامية المنكوبة".
وأشار البرلماني التركي إلى أن "العلاقات التركية الخليجية اليوم في مستوى جيد جداً بشكل عام، وما تقدمه دول الخليج لإعانة تركيا في الملف الإنساني، وخصوصاً ملف اللاجئين السوريين، أفضل من الدول الأخرى، ولكننا نطمح لأن يكون هذا الدور على مستوى أعلى لمساعدة الدول الإسلامية، التي هي مع الأسف الأكثر تضرراً من الناحية الإنسانية، وفي مجال حقوق الإنسان؛ مثل العراق وسوريا وأفغانستان وميانمار واليمن".
وتابع أقطاي، النائب في البرلمان التركي: "الحمد لله، بيننا وبين دول الخليج تنسيق مشترك في تقديم الدعم لهذه الدول المنكوبة، ونطمح لرفع مستوى التنسيق إلى أعلى المستويات".
وفي السياق ذاته؛ أشاد نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالجهود التي تبذلها دولة قطر في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن "اتفاقات التعاون القطري التركي شملت كل الجوانب، وبينها الشق الإنساني، حيث بادرت دولة قطر لفتح مكاتب لإيصال المساعدات الإغاثية في تركيا، وفتحت فروعاً لمؤسساتها الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وكلها تبذل جهوداً مشكورة في تقديم الخدمات".
وفي كلمته أمام المنتدى العالمي للإنسانية، الذي أعلن عن اختيار مدينة إسطنبول التركية عاصمةً للإنسانية، قال ياسين أقطاي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "نحن نقدم المساعدات الإنسانية لكل الدول التي تمر بأزمات إنسانية، وهي موثّقة بالأرقام لدى المنظمات الدولية، وتبلغ قيمتها 21.0% من الناتج القومي التركي، ولا يوجد دولة في العالم تنفق مثل هذه النسبة، ونحن لا نفعل ذلك لأجل مصالح ضيقة، أو لأجل الحصول على مساعدات من العالم باسم العمل الإنساني"، مشيراً إلى أن هناك دولاً -لم يسمّها- "تقوم بأعمال هامشية في مجال الإغاثة، لكنها تنفق أضعاف أضعاف ذلك على الدعاية لهذه الأعمال الهامشية؛ بهدف تحقيق مكاسب دعائية، وتركيا لم تفعل، ولن تفعل ذلك".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم على أراضيها، من معظم الدول المنكوبة في المنطقة، وأنفقت ما يزيد على 15 مليار دولار من أجل هؤلاء اللاجئين، في حين لم يتجاوز حجم المساعدات الدولية مجتمعة لتخفيف أعبائهم الـ 418 مليون دولار، وبحسب تقرير المساعدات الإنسانية العالمي لعام 2014 حصلت على لقب "البلد الأكثر سخاء"، وبحسب التقرير الصادر عن مؤسسة المبادرات التنموية التي تعنى بشؤون مصادر المساعدات الإنسانية ومستلميها وطرق توزيعها، تأتي بين المراتب الأولى من بين الدول الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية.