أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

تحت شمس القاهرة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-02-2017


لكل شعوب الأرض سمات يتميزون بها، أو يُعرفون بها عبر الزمن، الكرم، خفة الظل، البخل، التجهم، الدقة، حب الفن.. إلخ، ومع ترديدها والكتابة عنها وحولها، تصير تراثاً شفهياً ومكتوباً، تخلد ككتابة فرعونية على مسلة أو حجر ضخم حتى ليستحيل التبرؤ منها، المهم في كل ذلك أن تلك السمات التي تصير كهوية ثقافية لأمة بكاملها لا تكون حقيقية دائماً، وإن كانت حقيقية فقد جرى عليها الكثير من التغيير والنحت والتعديل، وأحياناً تلصق ببعض الشعوب أو الفئات الاجتماعية سمات ليست حقيقية أبداً، وفيها الكثير من التجني والسخرية لأغراض مختلفة، لكن الناس يكررونها ويستعيدونها للأسف!

من سمات الشعب المصري التي يسلّم بها الجميع خفة الظل، وسرعة البديهة والنكتة الحاضرة في كل الظروف والمواقف، ومن سماته أيضاً الكرم، وهي سمة يتشاركها مع إخوته العرب، والـ«جدعنة» ذلك المعنى المرادف للشهامة، المصريون شعب يجيد الاحتفاء بأصدقائه، يعرف كيف يستقبلهم ويقضي معهم وقتاً جميلاً، لأن في مصر متسعاً من الوقت والأمكنة والمباهج التي تجعل الوقت يمضي بشكل مختلف وخفيف جداً، وسيكون الطقس صديقك إذا تصادف وجودك في القاهرة شتاء، بينما أشعة الشمس تدق نافذة غرفتك منذ الصباح الباكر.

تحت شمس القاهرة، وفقط إذا كنت تحظى بأصدقاء حقيقيين «غير الحقيقي موجود في كل زمان وزمان»، فإن فرصة اكتشاف وجه المدينة التي لا تكشف وجهها للسائح العابر، والإنصات لنبض حياة الناس الحقيقية التي لا تكتب عنها الصحف والمجلات، وتتبع سيرورة الحياة اليومية والاعتيادية، ستكون بلا شك فرصة لا تعوض ولا تفوت، ولا يقودك إلى طرقاتها المتداخلة إلا أبناء المدينة أنفسهم، حيث ستتيقظ حواسك للتفاصيل البسيطة، فتعرف بقلبك الطريقة التي يخترع بها المصري قدرته السحرية على الضحك واختراع الفكاهة والمزاح والسخرية واللامبالاة، للتغلب على مآزق السياسة وهزائم كرة القدم ونكد انهيار الجنيه أمام الدولار ومحنة ارتفاع الأسعار الجنوني!

للمصريين تراث عميق من السخرية كمضاد حيوي لمقاومة الأزمات والمشاكل، أو لتضخيمها أحياناً، ومن هنا اقترنت الشخصية المصرية بالفكاهة والنكتة، فواحدة من الطرق التي يُمتدح بها شخص أن يقال إنه جدع وشهم وابن نكتة، ابن النكتة هذا هو أيوب المصري الصابر الذي لا حدود لصبره.

أن تزور مصر سائحاً، أو حاضراً ندوة أو مؤتمراً، أو عابراً على عجالة، لا يخولك أن تقول إنك عرفتها حقاً، ما لم تغص في عروقها فعلاً، وما لم تكتشف كيف يولد المصري سخريته ولماذا ومتى؟ لماذا يسخر من ساسته وسياسييه، كيف يقاوم انهياراته بالضحك المر، كيف يغزل نسيج حياته من أكثر الخامات بساطة، وكيف يستمر في الحياة التي لا يمكن لأي منا أحياناً أن يتصور إمكانية وجودها!