لم تفوت رئيس المجلس الوطني الاتحادي الذكرى السنوية الـ45 لتأسيس المجلس الوطني دون المطالبة بصورة جادة بمنح المجلس سلطاته الدستورية، فقط، وإنما دافعت عن تعيين نصف أعضاء المجلس غير مكترثة لمطالب الشعب الإماراتي بضرورة المشاركة السياسية الكاملة وعدم استمرار التمييز بين الإماراتيين في السماح لنحو 35% منهم فقط بالترشح والاقتراع.

"القبيسي" في مقابلة أجرتها مع رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" محمد الحمادي أصرت على أن تظهر المجلس الوطني على أنه "مكرمة" سياسية أو ملحقا للسلطة التنفيذية، وليس من المفترض أن يكون سلطة تشريعية كاملة الصلاحيات الرقابية والتشريعية وهو سيد نفسه، وعصي عن التدخل وعلى السيطرة. 

وفي مقابلة مطولة وصلت حد 5000 آلاف كلمة، لم تنصف "القبيسي" الشعب الإماراتي بأي مطلب سواء على الصعيد الحياتي أو فيما يتعلق بالمجلس الوطني ذاته.

الاتحاد تحذف إجابة القبيسي

ولأن إجابة "القبيسي" على أحد الأسئلة كان مهما للغاية بل ويعتبر خطيرا لجهة المماطلة بمنح الإماراتيين حقوقهم، قامت صحيفة الاتحاد بحذف إجابتها.

"الإمارات71" رصد ووثق إجابة القبيسي قبل الحذف كونها كانت أهم شيء في مقابلة خصصتها للإشادة بما يعتبره مواطنون إنتقاصا كبيرا من حقوقهم الدستورية والسياسية.

الحمادي سأل القبيسي: هل تتوقعون تاريخاًأو موعداً معيناً لبلوغ الاستحقاق الخاص بمرحلة الانتخاب الكامل والمباشر لأعضاءالمجلس الوطني الاتحادي؟

أجابت"القبيسي" حرفيا: "المزاوجة بين الانتخاب والتعيين آلية ليست حصرية على دولة الإمارات، بل تأخذ بها دول عدة عريقة، والمسألة ليست في الانتخاب الكامل أو النصفي، بل في تحقيق الأهداف المطلوبة من البرلمانات، وأعتقد أن وضع إطار زمني لبلوغ مرحلة الانتخاب الكامل لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أمر غير واقعي ولا يتماشى مع نهجنا في العمل الوطني، فالإماراتب طبيعتها لا تميل، ولا تعمل وفق الشعارات الخاوية والدعايات الأيديولوجية، بل تحرص على أن تنظر أمامها بحرص ووعي وتقيس خطواتها جيداً قبل أن تواصل السير، ومن الطبيعي أن تكون الخطوات المقبلة أكثر حذراً ودقة من مرحلة البدايات، فنحن نريد أننراكم على ما تحقق من دون مجازفة". على حد زعمها.

وتابعت:" ولكن ما يبعث على التفاؤل أننا نمضي بثقة وباستمرار سواء على درب توسيع نطاق المشاركة السياسية، أو فيما يتعلق بتوسيع صلاحيات المجلس الدستورية وفق ما يتراءى للقيادة الرشيدة عقب كل مرحلة من مراحل التمكين السياسي. ومن يقرأ خطاب التمكين جيداً، يدرك عمق التزام القيادة بالمضي في هذا النهج، بل إن القيادة وضعت لنفسها إطاراً يقضي بتحويل المجلس الوطني الاتحادي إلى سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية، وهذا الأمر ينطوي على دلالة صريحة بأن مستقبل المجلس إلى مزيد من الصلاحيات الدستورية"، على حد قولها. (انتهى الاقتباس الذي حذفته الاتحاد).

استدراكات الإماراتيين

ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان استنكروا أن ترد هذه التصريحات على لسان رئيس المجلس كونه في هذه الحال يتخلى عن ذاته، وتبرر للسلطة التنفيذية ما تقوم به، حيث من المفترض أن تتمتع "بالذاتية السياسية" على الأقل وألا تكون "ملكية أكثر من الملك" على حد تعبير ناشطين.

كان من الجيد لو توافقت "القبيسي" مع وظيفتها ومنصبها وطالبت بتطوير المجلس الوطني.

ناشطون أضافوا أن "الاتحاد" نسيت أن تحذف فقرة أخرى، عندما سألها الحمادي عن الفرق بين النائب المنتخب والنائب الذي يصل عبر التعيين. ولكن القبيسي ولأنها جاءت بالتعيين يبدو أنه أزعجها السؤال كثيرا، فقالت بلا تردد بأنه لا فرق بينهما، وكأنها تنفي الحاجة للانتخابات من الأساس وليس هناك حاجة ليقوم الإماراتيون بواجباتهم ما دام هناك من يقوم بها عنهم سواء برضاهم أم بدون رضاهم، ختم الناشطون، مكتفين بما يستخلصه الإماراتيون من حذف الصحيفة من تصريحات "القبيسي"!