أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

الجميع متساوون أمام الموبايل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-01-2017


هذه الصورة أصبحت أكثر ألفة من أي صورة أخرى، مرأى الأطفال والخدم والعمال والرجال والنساء، حيث الكل يخفض رأسه ويثبت عينيه على شاشة صغيرة غافلاً تماماً عن كل ما يدور حوله! إن هذا الاستخدام الغريب الذي يصل إلى حد الإدمان للهواتف المحمولة، وتحديداً للعمالة الوافدة وعمالة المنازل، ليس في الأمر أي رغبة في المطالبة بمنعهم من ذلك، أو باعتبار ذلك أمراً ليس من حقهم، بالرغم من كثيرات وكثيرين من هذه العمالة يولون وسائل التواصل ومواقعها المشهورة أهمية قصوى، تفوق الاهتمام بأعمالهم التي جاؤوا لأجلها، والتي يتقاضون رواتبهم عليها.

اليوم صار طبيعياً أن تقول لك الخادمة: «مدام أنا أرسلت إليك طلب صداقة على الفيسبوك، أرجو أن تقبليني»، فتشعر وكأن هذه الفتاة التي جاءت من أقصى الشرق، وتشارك سكني كنزل في دبي لديها شيء يشبه الفصام الذهني المتعمد، وإلا فكيف تتقدم بطلب صداقة وهي تعيش معك وتتعامل معك أربعاً وعشرين ساعة؟

القضية أكبر من ذلك، فأنت مخترق بالفعل، أجزاء منزلك، أثاث بيتك، حفلات أبنائك، سياراتك، حديقتك، وكل ما يجري في منزلك ستجده كله على صفحة الخادمة والسائق، وربما المزارع وعامل النظافة وعامل البقالة الذي يدخل ضمن باقة أصدقاء العمالة التي تعمل لديك، أنت ليس لديك أي فوقية أو عنصرية تجاه هؤلاء الأشخاص، فهم طيبون وأمينون ويشتغلون عندك منذ فترة طويلة وبشكل جيد، لكن هذا الادعاء الذي يقومون به في غيابك بنقل كل خصوصية بيتك لكل الجالية الفلبينية أو الإثيوبية أو السيلانية هو المشكلة، بل الكارثة التي ربما لا تدري مدى خطورتها! فأن تكون كل تفاصيل ومداخل ومخارج بيتك أمام الجميع، هذا لا يمكن وصفه إلا بشيء واحد: أنت تعيش في ظل الخط!

هم يفعلون ذلك بداعي التباهي أمام أصحابهم وأسرهم، يقولون لهم: نحن نعيش في هذا المستوى، ونسكن هذا المنزل ونتنقل بهذه السيارة، إنهم يضفون حالة ملكية لممتلكاتك، أي أنهم يشاركونك ممتلكاتك أمام الملأ، وهذا التمادي يتحول تدريجياً إلى مشكلة قصوى حين ينقلون الرقم الملصق على مدخل بيتك عبر تطبيق مكاني، ليسمحوا لأي شخص ممن يتعرفون أو يتعرفن إليه عبر مواقع التواصل بالدخول إلى منزلك في غيابك أو حتى في حضورك دون علمك!

نعم، هذه هي فضاءات حرية التواصل، أو ما حاربت أميركا العالم من أجل إقراره كمبدأ عالمي وكتجارة حتماً، وكوسيلة للسيطرة على الأمم والأفراد، نقصد به مبدأ «التدفق الحر للأخبار وحرية الاتصال»، فاليوم لا تبدو المساواة بين جميع البشر في كل العالم في سهولة وبساطة الحصول على وجبة كنتاكي أو لبس سروال الجينز أو ركوب القطارات والسفر إلى أي مكان، المساواة اليوم تتجلى في أوضح صورها في حرية استخدام وسائل التواصل، وامتلاك صفحات وقنوات خاصة على مواقع التواصل، ففي هذا العالم الكل كأسنان المشط، فليتفقد أحدكم شعر رأسه قبل أن يفوت الأوان!