أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

«حنّةٌ بستكية..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-01-2017


حين عاد الرجال أخبروا الآخرين بأنهم لم يعثروا على بقيتك!

كان هذا منطقياً جداً، فبقاياك كانت كثيرة.. منها ما هو في قلوب العاملين في مجال العمل الخيري، ومنها ما تركته في ابتسامات أطفال لا تعرفهم، ولا تعرف عنهم الكثير، إلا أنك كنت ترى أنهم سيحجزون لك ذات يوم مقعداً آمناً، لم يضع أحد أبناء الغدر تحته ما يؤذيك، والأهم من ذلك أنك تعلم أنه سيكون بجوار مقعد «سيد ابن آدم»!

حين تسمو الروح وتحلّق، وتترك ذلك الجسد الثقيل، الذي كان يجبرها على العيش في كوكب لا تنتمي إليه، فتعود في حواصل طير خضر إلى أعشاشها في أسفل العرش، وتعود أرواح الشهداء إلى حالتها النورانية، فهل يهمها بالفعل في تلك اللحظات أن تعرف ما يحدث للجسد؟ هل بقي واحداً، أو تحول إلى أشلاء؟ الأمر لا يهم، فالروح واحدة، وقد وصلت على نهاية الاختبار... بنجاح.. وعزة.. وشموخ.. وشهادة!

يقال إن بقايا الشهداء تحمل رائحة الحنّة، تلك الرائحة الهادئة، فهي بعيدة عن ضجيج الروائح المصطنعة السامة، كما أنها تحمل شيئاً من طيبة الأقدمين، فهل شممتها قبل رائحة البارود؟ هل حملت ذكراها إلى هناك؟ هل بقي جزء من رائحة الحنّة في تلك البقايا القندهارية، لكي يؤكد أن الهمّ واحدٌ من جاكرتا إلى الرباط، والألم واحد، والمؤامرة واحدة، والقبلة واحدة، أينما كانت الأجساد؟!

قرأتُ أن أحد الصالحين في عصر ما من عصور الحروب الكثيرة في تاريخنا، كان له الكثير من الطلبة الذين يجلسون في مجلسه للتعلم فترة، ويذهبون للدفاع عن وطنهم ومعتقدهم في الثغور فترات أخرى، فكان يعرف ويخبر من حوله، أن فلاناً لن يعود من تلك الرحلة، وأن الطالب الفلاني لن يعود، وسيستشهد، وغالباً ما كان كلامه يتحقق وبدقة، وحين سُئل عن الطريقة التي يعرف بها أن طالباً ما يقضي أيامه الأخيرة، أجاب أنه يعرف ذلك من نشاطه، فالصالحون وذوو الهمم يكونون في أنشط حالاتهم، وفي قمة عطائهم حين يصبحون قريبين من تسليم الأمانة.

لا أعلم كم واحد من الذين صلوا عليك بلا ركوع ولا سجود قرأ كلماتك الأخيرة، التي كتبتها قبل أسبوعين من ارتقائك، إذ تُذكّر بالشام وأنت تعد العدة لقندهار:

«خرج من الشهباء نحو 20 ألف طفل خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن سجلوا روائع الصبر، وإباء النفس، وشموخ العزة والكرامة، فعندما اخترقت القذائف والقنابل جدران الحديد والصلب أحد منازل المدينة، ظهر الشبل (عمران) من بين الخراب والركام، أمام أجهزة الإعلام العالمية هادئاً صابراً محتسباً، فبكت عليه البواكي، أمّا الطفل عمران فلم تذرف عينه دمعة واحدة، فَعِبَرُ التاريخ تجمعت أمام ناظريه، ليقرأ من بين سطورها وعد الله تعالى: (إن مع العسر يسراً)». كانت هذه كلماتك الأخيرة في البيان.. فهل يا تُرى وصلت رسالتُك؟!