حذر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي الجمعة، من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بلاده ومن “فشل” السلطة الحالية، في حين تواجه تونس مجدداً توترات اجتماعية.
وقال المرزوقي في أول مؤتمر صحافي له عام 2017 إن “المؤشرات (الاقتصادية والاجتماعية) تثير الخوف (…) ما يقلقني هو أن السلطة بعد أكثر من سنتين لم نر شيئاً” من إنجازاتها.
وأوضح “نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً”، مضيفاً “اليوم يقول هذا الرجل (الرئيس الباجي قائد السبسي) إن 2017 ستكون سنة الإقلاع، وهذا الإقلاع كان يجب أن يكون عام 2015″.
وبالنسبة الى المرزوقي فإن الدليل على “فشل” السلطات هو تجدد الاحتجاجات في المناطق، وهو ما يظهر أن “صبر الناس بدأ ينفد”.
واندلعت اشتباكات الخميس (12|1) لليوم الثاني على التوالي بين متظاهرين وشرطة بنقردان في جنوب شرق تونس وهي منطقة تشهد توترات اجتماعية على خلفية مطالبات بالتنمية ومرور حر للبضائع مع ليبيا المجاورة.
وتعاني تونس أزمة اقتصادية واجتماعية حادة بسبب تراجع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة.
واقتحم عشرات العاطلين الذين يطالبون بتوظيفهم في القطاع العام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط) الثلاثاء (10|1) قبل أن تخرجهم منه الشرطة بالقوة وتوقف بعضهم لفترة قصيرة.
وعبر المرزوقي عن أسفه لاندلاع أعمال العنف، وقال إن حركة “الاحتجاجات يجب التعامل معها (…) بطريقة سلمية. ويعود أيضاً إلى المتظاهرين حماية الجو الديموقراطي”.
وخلال لقاء مع طلاب أجانب الخميس، أثار الرئيس الباجي قائد السبسي من جهته موضوع التوترات الاجتماعية، لا سيما بين صفوف الشباب العاطلين عن العمل، مقراً بأن الأزمة الاقتصادية لم تتم “السيطرة عليها” بعد.
والمناطق الداخلية في تونس التي تم تهميشها منذ عقود “هي التي تمثل الثقل الأكبر في التوازن السياسي والاقتصادي” على حد تعبير السبسي.
واعتبر الرئيس التونسي أن الشبان في تلك المناطق “قاموا بالثورة ليس من أجل أسباب ايديولوجية بل لأن هناك وضعاً اجتماعياً واقتصادياً صعباً جداً. يجب أخذ ذلك في الاعتبار، وسنستجيب للوضع بشكل تدريجي”.
وأكد السبسي أنه سيتوجه السبت الى الحوض المنجمي في قفصة “للاحتفال بالتغيير” لمناسبة الذكرى السادسة لسقوط نظام الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي.