أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«قليلٌ من المن.. كثيرٌ من الأذى!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 12-01-2017


هل يوجد ما هو أجمل من رؤية زميل قديم بلا موعد ولا ترتيب؟

حين تلتقي شخصاً من الأيام الجميلة فإن ذلك الاحتضان بينكما ليس لشخصك أو لشخصه فقط، قد تكون علاقتكما في تلك الأيام ليست عميقة أصلاً، ولكنك تعانق فيه عبق الماضي، قلوبه الطاهرة، ذكريات النخيل، أيام ما قبل الحداثة، أشعار ما قبل الحداثة، أخلاق ما قبل الحداثة، تعانق فيه ذلك المجتمع البسيط ببيوته الشعبية الأبسط وكل الحب والضحكات التي كانت تملؤها، تعانق فيه المجتمع الذي لم يعرف الأحزاب ولا الأفكار ولا التيارات ولا الطبقية ولا التخوين ولا التصنيف، تعانق رائحة الهيل واللبان والسجاد العتيق، تعانق كل شيء جميل قبل أن تأتيك العبارة التي تخرجك من كل هذه الأحلام، حين يقول لك فجأة: كرشت والله يا فلان!

البعض لديه مهارة هائلة في تحويل أجمل اللحظات الإنسانية إلى لحظات قرف وإحراج، في ثانية واحدة تحترق جميع الأزهار وتختفي جميع الألوان وتخرس زقزقة العصافير، ولا يبقى من رائحة الماضي الجميل سوى رائحة إبطيه، يكرّر ببلاهة وهو يكور يده أمامه في نصف دائرة وهمية: مكرش جنك؟ ها؟ كبرنا هعهعهع! وبذلك يضيف صفعة أخرى لصفة الوزن وهي صفعة العمر.. وما أدراك ما صفعة العمر!

بالطبع فطريقة الإلقاء بك من عالي الذكريات إلى سافل الواقع تختلف، فصديق قديم سيبدي ملاحظة على الوزن، بينما آخر مغرم بالبدء بعبارة: شوبت يا فلان، وهو ينظر بشكل مليّ إلى عدد النقاط البيضاء في لحيتك، والآخر يخبرك بأن «نور الإيمان» الذي كان في رقعتك قد انطفأ، وما إلى ذلك من تلك الملاحظات التي ترفع المعنويات لتصل لمعنويات «الرايخ» في نهايات الشتاء اللينينجرادي!

تقضي بقية الدقائق من لقاء المصادفة، وأنت تبحث عن واجهة زجاجية مصقولة لتتأكد من كلام رجال الماضي، فتدقق في قامتك وأنت تحاول تعزية نفسك بعمل حركة «الشفط»، وهي أكبر عملية نفسية يقوم بها الجسم البشري للحفاظ على نفسية صاحبه من الانهيار، تقرر بأنك ستمر على سوق البحر لشراء حنة من أجل بياض وقارك، تصل نفسيتك إلى الحضيض بشكل حقيقي، تسرح في أفكار أوسط العمر حين تومض ذكرى حزينة فجأة، وتتساءل: أتراها لاتزال على العهد؟

يلاحظ من بدأ قصيدة الحزن بأن نفسيتك قد تقهقرت فجأة، فيسألك عن السبب ولا تجيب، فيقول لك عبارة تحطم ما تبقى من سعادة ذلك اللقاء فيك: هييييه، والله واتغيرت يا فلان! ترغب في أن تقول له: سير (ول) لا! ولكنك تكتفي بما ستحمله على مخدتك من أحزان لهذا اليوم.

لكل لقاء بعد فترة طعم مختلف، فلا تفسدوه بملاحظاتكم الجانبية السخيفة، ألا تتعلمون من دعايات «فيمتو»؟!