صدر مؤخراً عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي؛ وهو مركز أبحاث يهدف لتحليل سياسة الولايات المتحدة الخارجية والوضع السياسي العالمي، تقرير خاص بعنوان (إصلاح العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية»). وكتب التقرير روبرت بلاكويل وفيليب جوردون وهما من كبار الباحثين في المجلس.
ويحذر بلاكويل و جوردون من أن «العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية» في خطر»؛ فقد أدت التغييرات المهمة في السياسات بشأن القضايا في الشرق الأوسط، وكذلك التغير الديموغرافي، وتغير السياسة داخل الولايات المتحدة و«إسرائيل» على السواء إلى تباعد الطرفين.
ويدعو بلاكويل، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وجوردون، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة باراك أوباما إلى «جهد مدروس ومتواصل يقوم به صانعو السياسات وقادة الرأي» لإصلاح العلاقات وتجنب الانقسامات «التي لا ينبغي أن يريدها أحد يهتم بأمن «إسرائيل» أو بقيم أمريكا ومصالحها في الشرق الأوسط».
ويرى الباحثان أنه «لأسباب استراتيجية، وتاريخية، وأخلاقية يتعين على الحكومتين بذل كل ما في وسعهما لإعادة صياغة وإحياء الشراكة الاستراتيجية الأمريكية «الإسرائيلية». ويقول بلاكويل وجوردون «إن الانتقال المقبل إلى إدارة جديدة يوفر فرصة لطرح الخلافات الأخيرة جانباً، وإظهار الإرادة السياسية المطلوبة لتغيير اتجاهات السياسات السلبية».
واعتماداً على خبرتهما في مجال السياسة الخارجية في الإدارتين الأمريكيتين الديمقراطية والجمهورية على السواء، يقدم الباحثان في تقريرهما المطول اقتراحات لإصلاح واستمرارية العلاقات من أجل المصلحة المتبادلة للولايات المتحدة و«إسرائيل».
ومن بين هذه المقترحات: إعادة صياغة العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين ودعوة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إلى كامب ديفيد في مطلع عام 2017 لعقد قمة «تركز على تطوير رؤية استراتيجية جديدة بالنسبة لشرق أوسط يشهد تغيراً، والتزام الولايات المتحدة باستمرار مشاركتها في المنطقة، ومعالجة المشكلة الفلسطينية بصورة منهجية وإضفاء الطابع المؤسساتي على حوار استراتيجي ثنائي مكثف».
كما يقترح الباحثان تنفيذ خطوات لتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين والحفاظ على احتمالات التوصل إلى سلام عن طريق المفاوضات، حيث يتعين «الاتفاق على مجموعة من الإجراءات المحددة البناءة التي ستتخذها «إسرائيل» من جانب واحد لتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين والحفاظ على حل الدولتين».