استنكر مسؤول كبير في مؤسسة الأزهر بمصر الدعوات الموجهة له مؤخراً لافتتاح فرع للمؤسسة في إسرائيل، والتي تعد الأقدم في العالم العربي والإسلامي للتعليم الديني.
وكان باحث أمريكي من أصول مصرية، وبرلماني مصري، طالبا الأزهر بافتتاح فرع له في إسرائيل؛ بدعوى "نشر الإسلام في كل مكان"، بما في ذلك تل أبيب.
وسخر وكيل الأزهر عباس شومان، من تلك الدعوات، واصفاً إياها بأنها من "تأثير البرد على العقول"، بحسب الأناضول.
وقال: "يبدو أن البعض أراد التدفئة بفكرة إنشاء الأزهر لفرع له كمعهد أزهري، أو ربما مركز ثقافي بإسرائيل".
وأضاف شومان: "الحديث المتداول بهذا الشأن لا علاقة للأزهر به من قريب أو بعيد، وهو يخص طارحه".
وفي السياق ذاته، اعتبر مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر (فرع أسيوط/ جنوبي البلاد)، الاقتراح "تطاولاً على الأزهر وعلمائه".
وأوضح أن "كل أزهري مخلص يقف لأصحاب تلك الدعوات بالمرصاد، ولن نترك جاهلاً ينعم بجهله أو يتيه به".
ويأتي هجوم علماء الأزهر رداً على قول الباحث الأمريكي من أصول مصرية، عمر سالم: إن "أساتذة بالأزهر الشريف مستعدون للذهاب لإسرائيل والدعوة إلى الله هناك".
وأثار سالم مؤخراً جدلاً واسعاً داخل مصر بسبب مواقفه التي اعتبرت "ترويجاً للتطبيع مع إسرائيل"، وكذا تصريحاته المؤيدة لما يقول إنه "حق تاريخي لليهود في فلسطين".
وفي تقرير عنه في يناير الماضي، وصفت القناة السابعة الإسرائيلية سالم بأنه "أستاذ في جامعة كاليفورنيا، ودُعي في عام 2012 لإلقاء محاضرة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول دور الدين في الصراع العربي الإسرائيلي".
ومؤيداً طرح سالم، رحّب عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، اللواء متقاعد شكري الجندي، بالمقترح، دون أن يحدد آلية لتنفيذه.
وقال الجندي في تصريحات صحفية: إن "إنشاء فرع للأزهر الشريف في إسرائيل ليس تطبيعاً بالمعنى المعروف سياسياً".
وأشار إلى أن "نشر الإسلام لا يعتبر تطبيعاً، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو اليهود وطوائف العالم أجمع للدخول في الإسلام".
وعلى المستوى الرسمي، تقيم مصر علاقات سياسية واقتصادية مع الجانب الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تواجه هذه العلاقات رفضاً كبيراً على المستويين الشعبي والنقابي.