كشف تقرير برلماني عن وجود «ضعف في اهتمام مؤسسات التعليم العالي الحكومية في تقديم البحوث العلمية اللازمة لدعم القضايا والموضوعات الوطنية»، منتقداً «تخصيص وزارة التربية والتعليم مبلغاً يراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين درهم فقط، لدعم الهدف الاستراتيجي المتعلق بتعزيز قدرات البحث العلمي، وفق معايير التنافسية العالمية، من ميزانية الوزارة، التي تقترب من ستة مليارات ونصف المليار درهم».
وأكدت الوزارة أنها تقدم منحاً بحثية سنوية في كل التخصصات، موضحة أن الجامعات الحكومية موّلت 825 بحثاً علمياً في سبعة مجالات وقضايا تمس مجتمع الإمارات، خلال السنوات الأربع المنقضية.
ويبلغ إجمالي الميزانية العامة للوزارة، المقررة للعام الجديد، ستة مليارات و486 مليوناً و33 ألف درهم.
وبحسب التفاصيل التي أوردتها صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية، فقد انتقد تقرير صدر أخيراً، عن المجلس الوطني الاتحادي، ضعف اهتمام مؤسسات التعليم العالي الحكومية في تقديم البحوث اللازمة لدعم القضايا والموضوعات الوطنية، وما يصاحبها من تغيرات اجتماعية وثقافية وصحية، موضحاً أنه على الرغم من وجود بعض الدراسات والبحوث العلمية التي قد تسهم في إثراء السياسات الاجتماعية، إلا أنه لا توجد مؤسسات استشارية مختصة بتوظيف نتائج الأبحاث أو تحويلها إلى مشروعات تخدم متطلبات التنمية المستدامة.
وعزا التقرير ذلك إلى ما وصفه بـ«ضعف العلاقة بين الجامعات والمراكز العلمية المعنية بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، مشيراً إلى عدم تمكن أعضاء الهيئة التدريسية من الإشراف على المشروعات البحثية، نظراً لارتفاع نصاب التدريس، سواء في المساقات التدريسية، أو في عدد الساعات المخصصة لكل عضو في جامعات الدولة، بمعدل يراوح من تسع ساعات إلى 12 ساعة معتمدة في الأسبوع.
وأوضح أن أغلبية البحوث العلمية في الجامعات تجرى لأغراض الترقية أو البحوث النظرية دون الاهتمام بالبحوث العلمية التطبيقية، ما أدى إلى غياب العائد الاجتماعي من هذه البحوث في دعم الإنتاج وتطوير الاقتصاد أو الحياة الاجتماعية.
وذكر التقرير أن الوزارة خصصت مبلغاً يراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين درهم للبحوث العلمية خلال العام الجاري، في حين أن المرصود في ميزانية 2016، بلغ مليوناً و214 ألفاً و250 درهماً.
يشار أن الأسبوع الجاري تميز باحثين إماراتيين في الولايات المتحدة بعد إجراء بحثين علميين.
إذ أنجز الطبيب الإماراتي حميد عبيد الشامسي بحثاً مهماً جداً، تعرف من خلاله على نوع نادر وجديد من أنواع سرطان القولون، وذلك في مركز «إم دي أندرسون» في جامعة تكساس.
وقال إن بحثه سينشر قريباً في نشرة السرطان الدورية Journal of Clinical Oncology المعروفة دولياً، وهي نشرة تعنى بآخر الاكتشافات في مجال السرطان، وعلاجه، حيث تم التعرف إلى نوع جديد ونادر من سرطان القولون بعد تحليل بيانات الطفرات الجينية لأكثر من 9600 مريض بسرطان القولون في الولايات المتحدة.
أما البحث الثاني، فقد أنجزه المواطن الشاب عبدالعزيز بن سليمان العكبري (24 عاماً) مشروع تخرّجه بـ«نظم الهندسة الميكانيكية» في جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة، والمتمثل في ابتكاره بمشاركة طالبين أميركيين جهازاً لتصفية وتنقية الغازات الصادرة عن المصانع بنسبة تصل إلى 99%، وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون.
وإزاء تميز هذين الباحثين، ومعهم عشرات وربما مئات من الباحثين المبدعين في الدولة، تساءل مواطنون عن الوقت الذي تبدي الوزارات المختلفة الاهتمام الكافي بالبحث العلمي.