أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

قصة مدينتين!

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-12-2016


إذا أردت أن تُفني مجموعة ما.. فأهم ما عليك فعله هو أن تُفني تاريخهم..!

المدينة الأولى كانت أول مدينة في التاريخ الحديث.. أول مدينة تجمعت فيها مجموعة من البشر، بعد أن خرج الإنسان من كهوف الجهل وتعلم الكتابة والقراءة.. يقدر العلماء أن تاريخها يمتد لأكثر من 10 آلاف سنة.. ولهذا ربما يحقد عليها أبناء مدن الأعشاش التي اخترعها المستعمر منذ 70 عاماً كزوائد دودية في جسد هذه الأمة.. دويلات لمجموعات لا أحد يعرف أصلها.. ذئاب دخلت إلى أبوابنا تحت جناح ليل مظلم لا نعرف منبتاً لها.. إلا ما ترويه العجائز عن المنحرفين الذين ازدادوا ليصبحوا قطعاناً أخذت تنازع الأصايل في أراضيهم.. تأخرت هذه المدينة الأولى 60 عاماً عن التحدث باللغة العربية، حينما وصلت لأوج تألقها.. فعوضت تلك الأعوام القليلة بأن أهدت للدنيا شاعراً سكن في شوارعها وأبدع، وقال ما لم تقله العرب قبله وربما لن تقوله من بعده.. قال الكثيرون إنه أجمل من كتب بالعربية.. المتنبي شاعرٌ امتلك ناصية اللغة وأحب مدينته وأحبته.. وقال فيها رائعته الخالدة: «على الفرات أعاصيرٌ وفي حلب.. توحشٌ لملقى النصر مقتبل..».

ولكنها ربما لم تكن قصيدة أخرى..! بل كانت نبوءة من صاحب النبوءات، ففي تلك القصيدة كان سيف الدولة يخرج من حلب ليهبّ نجدة لأهل الموصل حيث كان أخوه.. لتتقاسم المدينتان الوجع والألم لأيام.. ثم تتقاسمان المجد لقرون.. مدينتان.. مدينتان مثلتا لعصور كثيرة أجمل قصائدنا وأزهى قصصنا وأعذب ألحاننا.. ولا أعلم هل هي صدفة أخرى أن تكون كلتا المدينتين قد توشحت بزهور الإسلام واللغة في السنة نفسها تماماً؟.. ولا أعلم هل هي صدفة أن تكون كلتا المدينتين موغلة في التاريخ البعيد.. تاريخ ما قبل ظهور الجهل والجهلة المهاجمين لهما، الذين كانوا حينها يتوارون خجلاً في زواياه المظلمة؟.. تاريخهم الذي ليس فيه ما يجعلهم يدونونه أو يعلمون أبناءهم القراءة من أجله؟.. لا أعلم هل هي صدفة أن كلتا المدينتين تمثل أجمل مظاهر تسامحنا وتنوعنا.. ففي كل منهما تعيش الجاليات الأخرى عزيزة مكرمة.. وفي كل منهما تشكل اللغات الأخرى واللهجات المختلفة أمراً غير غريب..؟

لن تكفي أوراقٌ كثيرة لتعداد ما رفدت به حلب والموصل، هذه الأمة، من مبدعين وفنانين وعلماء وأساطير في الحب والحرب!.. هما توأمتان في كل شيء.. حاول أصحاب (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) تفريقهما فأبى التاريخ والدم إلا أن يوحد مأساتيهما، ويعيد وضعهما في خندق واحد.. حتى ولو دفنتا فيه حيتين..!

جغرافياً وتاريخياً، كانت الحدباء والشهباء دوماً جوهرتين في تاج الشام.. ربما اقتسمهما سايكس وبيكو لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون في قذارات السياسة، ولكن حتماً إن أحداً لم يفهمهم أننا نؤمن بأن أجنحة الملائكة تظلل كلتيهما.. كثر الحاقدون علينا وكل ما يريدونه هو كسر أنوف عزتنا فيهما.

ولكن وكما اعتدنا على مدار 10 آلاف عام.. سيرحل الغزاة.. ويتفرق اللقطاء.. ونبقى وتبقيان..

ولا غالب إلا الله..