أحدث الأخبار
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد

«في طريق النوايا الحسنة..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 20-11-2016


مثل الكثير من مفاصله المخجلة، كثيرة هي العبارات المبتذلة في تاريخنا، التي أصبحت دستوراً لا يمكن تغييره، وحقائق يستدل بها الباحثون والمتحاورون في البرامج الحوارية الرخيصة! المصيبة أن أحد الطرفين حين يقولها يُلجم الطرف الآخر وكأنها بقايا من الكتب المقدسة، وإحدى أكثر هذه العبارات تكراراً هي «الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة»، التي تستخدم كثيراً في غير مواضعها، وتكررت كثيراً في الفترة الأخيرة للنيل من بعض الكتّاب والمثقفين في المشهد المحلي، الذين عبروا عن بعض آرائهم التاريخية أو الفكرية في اتجاهات تخالف السائد.

العقل والمنطق والدين والعقيدة كلها تقول إن الطريق إلى الجنة وحده هو ذلك المحفوف بالنوايا الحسنة، وأن النية هي أساس العمل، وأنه لكل امرئ ما نوى، والكثير من الذين يعملون لا شك أنهم سيرتكبون أخطاء، إما بسبب نقص الخبرة أو بسبب عدم التوفيق أو بسبب عدم نجاحهم في إيصال ما يريدون قوله بشكل صحيح إلى المُتلقي.

حين يحاول مفكر ما أن يوصل فكرة عميقة في فقرات بسيطة وعدد من الكلمات لا يتجاوز الثلاثمائة كلمة، قد يضطر لجعل الفكرة مختزلة أو يسلط الضوء عليها من زاوية واحدة دون توضيح بقية الزوايا، التي اعتقد هو بأنها واضحة أو من المسلمات بها لدى المتلقي، أو يرجئ الحديث في بقية الجوانب إلى مناسبة أخرى، فتتم مهاجمته وتخوينه بشكل مباشر، ثم القيام بالإجراء الأسهل الذي يمكن للجميع القيام به من باب «جهاد العين»، وهو إخراجه من الملة دون حتى الرجوع إليه أو طلب التوضيح، في وقت أصبح فيه التواصل مع أي شخص يطرح رأياً إجراء أكثر سهولة من سحب شهادة الوطنية والإيمان منه.

أتألم كثيراً وأنا أقرأ الهجوم الذي يتعرض له زملاء في المهنة، بسبب رأي حول حادثة تاريخية معينة جرت قبل مئات عدة من السنوات، أو حول ظاهرة اجتماعية جديدة طفت على السطح، ومن حقي أن أتألم لسببين أولهما أن الدخول في النوايا يعني بألا يشعر أي كاتب بالاطمئنان، فقد يكون في أي يوم في مكان زملائه الآخرين، والسبب الثاني هو أنني أعرف المهاجَمين بشكل كافٍ وأعرف مدى حبهم لأوطانهم ولدينهم، وأن تلك الأفكار التي طرحت سريعة ومن زاوية واحدة نقصها أو خالفها التوفيق في طرح الفكرة بشكل غير شائك.

نحن في الإمارات مجتمع متسامح ، ونفخر بذلك، ولنتذكر بأن بداية التسامح هي من البيت، وحسن النوايا بيننا وبين بعضنا وعدم الدخول في القلوب لتفتيشها، والتسامح يعني القبول مع الاختلاف، ولا يعني بالضرورة أن تطبل لكل ما يقوله مخالفك أو أن تعتنقه، ومن يكفر إعلامياً زميلاً لأن وجهة نظره كانت مختلفة في معركة تاريخية ما، كيف يمكننا أن نتوقع منه أن يتسامح مع ملة تختلف عنه لوناً وطعماً ورائحة في هذه الأيام.