أول ردة فعل لها على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، على لسان عمر مشوح المتحدث الإعلامي باسمها، فوز ترامب شأناً أمريكياً داخلياً، إلا أنه عبر عن خشيته من أن يؤدي دوراً سلبياً تجاه الثورة السورية.
وعلق مشوح في تصريح للموقع الإخباري "الخليج أونلاين" على تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى قطع الدعم عن المعارضة السورية بالقول: "إن إدارة أوباما لم تدعم الثورة السورية حتى يدعمها دونالد ترامب"، موضحاً أن الفرق بين الإدارتين هو أن "أوباما كان يقطع الدعم بطريقة دبلوماسية، في حين أن ترامب يتحدث بفجاجة عن هذا الأمر".
ورأى المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن "تصريحات ترامب بأن الخطر في سوريا ليس من الأسد بل من داعش، تهدف إلى إعادة إنتاج نظام الأسد من جديد".
وشدد مشوح على أن محاولات ترامب أو غيره لدعم الأسد لن تجدي نفعاً، مرجعاً ذلك إلى "أن السوريين حسموا أمرهم في الماضي حتى النهاية لإسقاط الأسد"، موضحاً أن "نظام الأسد حشد الدنيا كلها لمواجهة شعبه، ومع ذلك فشل في قمع الثورة".
وحول إمكانية نشوء حوار بين "إخوان سوريا" وإدارة الرئيس ترامب، أشار مشوح إلى أن "الجماعة مستعدة للحوار، إن كان يفيد الثورة السورية"، لكنه أكد في نفس الوقت ضرورة "وجود يد ممدودة من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ألمح في أول حديث له بعد انتخابه، مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه ينوي إنهاء مساعدة واشنطن لثوار سوريا الذين يقاتلون بشار الأسد.
وأشار إلى أن "الأسد يحارب داعش، وروسيا متحالفة تماماً الآن معه، وكذلك الحال مع إيران التي تقوى بسببنا والمتحالفة مع سوريا".
من جهة أخرى، كان دونالد ترامب قد تعهد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إبان حملته الانتخابية، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين، جماعة إرهابية.
وعقب فوز ترامب قال مستشاره وليد فارس، إن الرئيس المنتخب سيمرر مشروع اعتبار الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، إلا أنه عاد وأوضح أنه قصد بتصريحاته "حظر دخول الإخوان المسلمين إلى الولايات المتحدة".
وحول هذه التصريحات اعتبر مشوح أنها لا تعدو أن تكون "تصريحات صحفية"، لا يمكن الحكم عليها قبل تسلم ترامب لسلطاته.
لكن مشوح ذكر أن تصنيف "الإخوان" كجماعة إرهابية لن يجدي نفعاً، لأنه طيلة العقود الماضية تعرض الإخوان لأبشع أنواع الجرائم، لا سيما من نظام جمال عبد الناصر وحافظ الأسد، لاجتثاثهم، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، لأن الجماعة هي فكر أقوى من التنظيم والأشخاص.
وأكد مشوح نهج جماعة الإخوان المسلمين السلمي في العمل السياسي، موضحاً أن "الحوار هو السبيل لتحقيق مصالح جميع الأطراف".