أظهر تحليل استند إلى مقابلة مسؤولين وذوي عدد من المرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا أو قضوا هناك، وأطباء في مستشفيات روسية تتم فيها معالجة المرتزقة، أن روسيا تعمد إلى تكوين مليشيات سريّة من المرتزقة للقتال في سوريا بنفس الطريقة الإيرانية.
وتنفي إيران المشاركة في الحرب السورية ميدانياً، إلا أنها تؤكد وجود "مستشارين" يدعمون قوات الأسد، إلا أن وجود مليشيات من المرتزقة الإيرانيين أو اللاجئين لدى إيران مثل لواء فاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستان بات قطعياً ولا يمكن التشكيك به، وهي السياسة التي يظهر هذا التقرير أن موسكو باتت تتبعها لدعم حليفها السوري.
وبدأ هذا العام بداية دامية بالنسبة لوحدة تضم نحو 100 مقاتل روسي يحاربون دعماً لنظام بشار الأسد في شمالي سوريا، في حين تكشّف في وقت لاحق وجود عدد من المجموعات الروسية المقاتلة في هذه البلاد لإنقاذ الديكتاتور.
ومن الناحية الرسمية لا تشارك روسيا في سوريا إلا بقوة جوية وعدد صغير من القوات الخاصة على الأرض، وتنفي موسكو علناً انخراط قواتها في عمليات قتالية برية منتظمة.
لكن من خلال مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصاً على دراية مباشرة بنشر القوات خلصت "رويترز" إلى أن المقاتلين الروس يؤدون دوراً أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا.
ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة عينتهم شركة خاصة وليسوا قوات نظامية، لكن رغم دورهم غير الرسمي وفقاً لهذه الروايات فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي، ويحصلون على امتيازات في روسيا تمنح في العادة للجنود النظاميين.
ويسافر هؤلاء إلى سوريا على متن طائرات عسكرية روسية تهبط في قواعد روسية.
وقال بعضهم إنه عندما يصاب هؤلاء المقاتلون فإنهم يتلقون العلاج في مستشفيات مخصصة للجيش الروسي، ويحصلون على ميداليات رسمية.
ولا يمكن تحديد عدد هؤلاء الروس المرتزقة الذين يقاتلون في سوريا، ولا العدد الإجمالي للقتلى والجرحى من بينهم، لكن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر قالوا إن هناك وحدات كثيرة لها نفس قوام الوحدة التي كانت تضم كولجانوف وموروزوف.
ولا يجيز القانون الروسي العمل كمتعاقد عسكري خاص في دولة أخرى، لكن مواطنين روساً شاركوا في حروب في أنحاء ما كان يعرف باسم الاتحاد السوفييتي منذ سقوطه في 1991 أي قبل 25 عاماً.
وقال شخصان يعرفان مقاتلين مختلفين إن المقاتلين يصلون إلى سوريا على متن سفن ترسو في ميناء طرطوس وتستأجرها البحرية الروسية، أو على متن طائرات عسكرية تهبط في قاعدة حميميم الجوية الروسية بغربي سوريا.
وقال طبيب بمستشفى عسكري روسي إن المصابين ينقلون إلى روسيا على متن طائرات شحن عسكرية، ومن ثم يتلقون العلاج في مستشفيات عسكرية.
وأضاف أن العدد الإجمالي للمتعاقدين الجرحى الذين تلقوا العلاج في المستشفى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وتابع أنه يعلم بوجود مستشفيين اثنين على الأقل في موسكو وسان بطرسبرغ يعالج متعاقدون فيهما.