إسرائيل:وضع الجيش المصري في سيناء لا يبشر بالخير وقتاله سيستمر سنوات
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
31-10-2016
يُلاحظ في الفترة الأخيرة أنّ إسرائيل، تُواكب بقلقٍ شديدٍ أخر المستجدّات على الساحة المصريّة، ولا تُخفي قلقها العارم من إمكانية انهيار نظام قائد الانقلاب عبد الفتّاح السيسي بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي تعيشها أرض الكنانة. وهذا القلق، تُشدّد المصادر السياسيّة في تل أبيب، وصل إلى دوائر صنع القرار في واشنطن، بالإضافة إلى الدول الأوروبيّة، لافتةً إلى أنّ اختفاء السيسي عن المشهد السياسيّ، سيفتح الباب على مصراعيه أمام حركة (الإخوان المسلمين) للعودة إلى سدّة الحكم.
ولكنّ التناقض في التوجّه الإسرائيليّ وجهة مصر، اصطدم بالمصالح الأمنيّة للدولة العبريّة التي تساءلت مصادرها بخبثٍ شديدٍ لماذا تقوم القاهرة بشراء الأسلحة المُتطورّة، علمًا أنّ الاقتصاد المصريّ يُعاني الأمرين. بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر عينها، إنّ تل أبيب تنظر بعين من الريبة إلى التقارب المصريّ-الروسيّ، والحديث عن إجراء تدريبٍ عسكريّ مُشتركٍ بين الجيشين المصريّ والروسيّ.
بمُوازاة ذلك، قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، قالت إنّ التنسيق الأمنيّ بين الجيش الإسرائيليّ وبين الجيش المصريّ وصل إلى أعلى مراحله.
ونقل مراسل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، أورهيلر، عن المصادر عينها قولها إنّ التعاون والتنسيق الأمنيّ بين القاهرة وتل أبيب يمُرّان في شهر عسلٍ لم تشهده العلاقات الثنائيّة منذ التوقيع على اتفاق السلام بين الدولتين (اتفاق كامب ديفيد) في العام 1970.
وأوضح المُراسل هيلر، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّ مرّد تحسّن العلاقات المصريّة الإسرائيليّة في المجال الأمنيّ، يعود إلى الأوامر الذي يُصدرها شخصيًا عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أنّه منذ ذلك الحين، والتنسيق الأمنيّ بين الطرفين يتوثق بشكلٍ كبيرٍ، خصوصًا في محاربة الجماعات الإرهابيّة، التي تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرًا لها.
واليوم، كما أفاد موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، التي استند إلى مصادر مطلعّة في قيادة لواء الجنوب بالجيش الإسرائيليّ، أفاد أنّ المُستوى العسكريّ والأمنيّ، وحتى السياسيّ، يُقّرون بأنّ الوضع في شبه جزيرة سيناء، بات خطيرًا للغاية، بالنسبة للجيش المصريّ، على وقع تنامي قوّة ما يُطلق عليه تنظيم (ولاية سيناء)، الذي بايع تنظيم (داعش) الإرهابيّ.
وللتدليل على عمق أزمة القاهرة في مُواجهة الإرهاب بشبه جزيرة سيناء، تُضيف المصادر في تل أبيب، أنّه في الأسابيع القليلة الماضية، لوحظ قيام الجيش المصريّ، على الحدود الجنوبيّة مع الدولة العبريّة، لوحظ قيامه ببناء مواقع جديدة، بالإضافة إلى تكثيف منظومة الدفاع الموجودة في المواقع القائمة، وقيامه أيضًا بتوسيع شبكة الكهرباء، بهدف تحسين انتشاره في المنطقة وتطوير جمع الاستخبارات.
هذه العوامل مجتمعة، تؤكّد المصادر الإسرائيليّة، تقود إلى النتيجة الحتميّة بأنّ الوضع الأمنيّ في سيناء خطير للغاية، على حدّ تعبيرها.
وفي السياق، نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في الموقع، عن مصدرٍ أمنيّ رفيع المُستوى في القيادة الجنوبيّة لجيش الاحتلال، قوله إنّ العدو، الذي يتعامل معه الجيش المصريّ، هو عدو ذكيّ جدًا، ويعمل بشكلٍ سريٍّ للغاية. وشدّدّ المصدر على أنّ العدو، أيْ تنظيم (داعش)، إذا قام بعمليةٍ ضدّ الجيش المصريّ، فإنّها تكون مؤلمةً ومُوجعةً للغاية، بحسب توصيفه.
بالإضافة إلى ذلك، رأى المصدر الإسرائيليّ، أنّ أحد العوامل التي تعمل في صالح الإرهابيين في سيناء، يكمن في أنّ السكّان يدعمونهم ويُشكّلون بالتالي بيئة حاضنة لهم.
وعزت تل أبيب عدم نجاح القاهرة في مُعالجة الإرهاب بسيناء إلى النقص الحّاد في المعلومات الاستخباريّة، الأمر الذي يمنح الإرهابيين هناك إلى القيام بعملياتٍ عسكريّةٍ خطيرةٍ وقاتلةٍ ضدّ قوّات الأمن المصريّة.
وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً، اعتمادًا على المصادر ذاتها، إنّ الحرب المصريّة ضدّ الإرهاب في سيناء، لن تختفي في غضون عدّة سنوات، وبالتالي من أجل تخفيف حدّة الاشتباكات مع الإرهابيين، يعمل الجيش المصريّ بوتيرةٍ عاليةٍ من أجل تحسين مواقعه وبُنيته التحتيّة في سيناء، ولكن هذه الأعمال المصريّة لا تتنافى أوْ تتناقض مع المُلحق العسكريّ لاتفاقيّة السّلام بين البلدين.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّ تنظيم (ولاية سيناء) يقوم الآن بمُحاربة الجيش المصريّ، والجيش الإسرائيليّ يُراقب التطورّات، ولا يستبعد أنْ يقوم الإرهابيون لاحقًا باستهداف مواقع جيش الاحتلال المُرابطة على الحدود مع مصر في الجنوب، ولا يُمكن أبدًا لتقليل من خطورة هذا التنظيم، على حدّ قولها.