المعارضة الموريتانية للرئيس :كن الرئيس المحترم ولا تكن الرئيس المخلوع
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
31-10-2016
لأول مرة منذ فترة طويلة، تتمكن المعارضة الموريتانية من تجميع صفوفها في نشاط مشترك لمواجهة النظام الحاكم حيث شارك في تظاهرات السبت منتدى المعارضة بأحزابه ونقاباته وشخصياته المرجعية، كما شارك فيها حزب تكتل القوى بزعامة أحمد ولد داداه.
وردد المشاركون في التظاهرات بحماس كبير شعارات منها «لا للعبث بالدستور، لا لتغيير النشيد والعلم، لا للعبث بمستقبل الأجيال الموريتانية، لا للارتفاع الجنوني للأسعار».
وأكد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة «أن هدفه من تنظيم مسيرتيه وتجمعه الخطابي، هو رفض مخرجات الحوار الأحادي الذي نظمه الرئيس مؤخراً».
وأوضح الرئيس الدوري للمنتدى الشيخ سيد أحمد ولد بابامين في كلمة خلال المهرجان الخطابي «أن الحضور المتميز والحماسي لجماهير نواكشوط، جسد رفضاً شعبياً لاختطاف الدولة من قبل النظام وعبثه بالدستور».
وقال «إن الغرض من هذا النشاط هو التأكيد على رفض نتائج الحوار الذي وصفه النظام بأنه شامل، في حين غابت عنه قوى سياسية وازنة، متسائلاً عن دوافع تغيير نشيد وعلم بدون أي سبب».
وقال ولد بابامين «إن الدساتير لا تغير في مثل هذه الظروف غير التوافقية، مؤكداً تنديد المنتدى بسعي نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لتغيير الدستور».
وشدد على «أن الهدف من المسيرة هو رفض التعديلات الدستورية رفضاً باتاً، مؤكدا أن العلم الذي سيتم تغييره مات دونه وتحت خفقه، الآلاف من أبناء الوطن، بدء بالمقاومة ومروراً بالحروب ووصولاً للدولة المركزية».
وقال ولد باب مين «إن الحوار الأخير كان مجرد مهزلة تنضاف إلى المهازل السابقة التي خربت موريتانيا»، حسب قوله.
وفي كلمة أخرى خلال المهرجان، أكد محمد جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع (الإسلاميون)، «أن الدستور ملك للشعب الموريتانى، وهو الناظم للعلاقات الداخلية بين مختلف القوى الفاعلة فى البلد، والتلاعب به أو تعديله فى أجواء غير توافقية أمر مرفوض، والشعب لن يقبل به على الإطلاق».
وقال «إن الشعب الموريتاني سيحمي علمه الذي يعرف ونشيده الذي يحفظ، وإن التلاعب برموز الدولة في بلد تعصف به الأزمات السياسية والاقتصادية وتتراجع فيه حرية التعبير والقوة الشرائية ومجمل القيم الديمقراطية، أمر بالغ الخطورة على الاستقرار ومصدر قلق ورفض من الشارع والمعارضة بشكل خاص». وأعرب ولد منصور «عن ارتياحه للعلاقة المتنامية بين أطراف المعارضة السياسية، وانشراحه لضخامة الحشد الجماهيري التاريخي اليوم، مؤكداً «أنه يعكس صورة الواقع السياسي بجلاء، ويؤسس لمرحلة جديدة من النضال ضد الديكتاتورية وحكم الفرد والعبث بالدستور في أجواء غير توافقية».
وخلال مهرجان السبت وجه محمد محمود ولد لمات نصيحة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قال فيها «نصيحتي لولد عبد العزيز، أن يفهم الأمور والأفضل له أن يخرج من السلطة رئيساً محترماً بدلاً من أن يخرج منها رئيساً مخلوعاً».
وقال موجهاً كلامه للرئيس «كفاك احتقار الشعب الموريتاني، ويجب أن تعرف أن مصلحتك تكمن في من يقدم لك الحقيقة المرة وليس أولئك الذين يمجدون لك الواقع ويجملونه لك».
وأوضح «أن تغيير الدستور في ظل الانقسام السياسي مرفوض»، مبرزاً «أن ثلثي الشعب الموريتاني يرفضون تغيير الدستور»، وقال» تغيير الدستور في هذه الظروف ولأجل البقاء في السلطة، خيانةٌ عظمى».
وخاطب ولد امات ولد عبد العزيز قائلاً «خير لك أن تكون رئيساً سابقاً من أن تكون رئيساً معزولاً».
وقد تلقف المدونون المناوئون للنظام حدث تظاهرات المعارضة فأمطروا صفحاتهم بصورها وبالتعليقات المنوهة بها.
وفي هذا الإطار كتب الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله وهو أستاذ جامعي ومدون بارز في تدوينة على صفحته «ما يهمني من الآلاف التي احتشدت اليوم في نواكشوط وشكلت أكبر حشد عرفته المسيرات السياسية، أنها جاءت من أجل (الرفض) .. رفض الواقع المزري.. والمطالبة بتغييره».
وقال «يهمني أن يفهم النظام أن في هذا البلد من يقول (لا)، وأن القائلين بها يزدادون يوماً بعد يوم، ولا يخيفهم أن يتم ابتزازهم بوظائفهم أو مكانتهم أو حتى وجودهم .. يهمني أن دائرة الرفض تتسع ..وما شهدته العاصمة اليوم، يحتاج من كل منصف ومهموم بمستقبل موريتانيا أن يحسن القراءة، ويحسن التصرف..هذا ما يهمني».
وأضاف الكاتب «قد يكون رفع العلم والهتاف بالنشيد وقراءة لائحة أسعار المواد الغذائية، والتلويح بقطعة خبز، كلها أيقونات للتعبير عن الرفض ..فلا يعتقد البعض أننا سنختزل المسيرة في قضية الدستور وحدها ..المسيرة مسيرة رفض لكل الظلم والفساد …نجح المشاركون في ذلك .. وهذا هو الأهم».
وفي تدوينة أخرى كتب المدون المعارض أحمدو الوديعة «أن أمام المعارضة الموريتانية اليوم سلم أولويات واضحاً تحتاج رسمه والتوافق عليه، مبتدئوه تثبيت مكسب تحصين المأموريات والتصدي بحزم لكل محاولات «الالتفاف» و«التسلل» أما الخبر فهو تكريس 2019 موعداً نهائياً لإخراج العسكر من قمرة القيادة وما حولها».
وقال «أعرف أن رسم سلم الأولويات هذا والتوافق عليه أمر صعب وأن التشبث به والنضال من أجله أمر أكثر صعوبة، لكني أزعم أن اللحظة التي نعبر بها الآن تحمل في طياتها عوامل مساعدة تجعل الظفر بحلم الانتقال الديمقراطي أمراً في المتناول أكثر من أي وقت مضى».