أوقف التحالف الدولي الهجوم على الموصل «لترسيخ النجاحات المتحققة في محيطها». وقال الكولونيل الأميركي جون دوريان خلال مؤتمر بالفيديو من بغداد: «نعتقد بأن الأمر (التوقف) ضمن الخطة وسيستغرق قرابة يومين».
لكن مصادر عراقية موثوق فيها، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية، قالت إن خلافات على مستقبل المدينة السياسي كانت وراء القرار. وتوقعت أن يستمر تجميد الجبهة إلى أن يتم الاتفاق بين الأطراف المتنازعة على الجهة التي ستتولى الإشراف على ترتيب أوضاع المدينة بعد تحريرها، خصوصاً في ظل الموقف التركي.
إلى ذلك، تستعد قوات «الحشد الشعبي» لشن هجوم على بلدة تلعفر غرب الموصل، في محاولة لإحكام الحصار على «داعش». ويفرض الجيش و «البيشمركة» سيطرتهما على المحاور الشمالية والشرقية والجنوبية، فيما بقي المحور الغربي المرتبط بالحدود السورية تحت سيطرة التنظيم. ويُخشى أن يفر عناصره من الموصل إلى الرقة عبر هذا الطريق.
وشهدت جبهتا شرق الموصل وشمالها في سهل نينوى هدوءاً نسبياً الجمعة(28|10)، بعد تقدم ملحوظ تحقق بتنسيق بين قوات الجيش و «البيشمركة». وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي إن قواته «كلفت رسمياً من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتحرير المحور الغربي للموصل»، وأضاف أن «هذا المحور أوسع وأخطر وأهم محور، ففي الجهة الغربية مدن مهمة تمثل قواعد أساسية للتنظيم الإجرامي، منها الحضر والبعاج ومحلبية وتلعفر وعشرات القرى والكهوف والوديان وتمتد لأكثر من 14 ألف كلم مربع، والسيطرة على هذه المنطقة هدف قوات الأمن المتقدمة من الجنوب باتجاه الموصل، ومع إكماله تكون المدينة مطوقة بشكل كامل».
ويسيطر «داعش» على المحور الغربي كلياً، وفيه طريق بري بناه التنظيم مرتبط بمدينة الرقة في سورية، ويمر عبر قضاء البعاج، ويبدو أن الحشد يسعى إلى إغلاق المعبر ومحاصرة التنظيم في نينوى، وضمان عدم هروبه.
إلى ذلك، بدأت قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية، قبل إعلان توقف العمليات، هجوماً على بلدة الشورة، جنوب الموصل، في محاولة لكسر دفاعات «داعش» في هذه المنطقة التي يستميت التنظيم في الدفاع عنها، عكس المحورين الشرقي والشمالي، حيث تتقاسم قوات الجيش و «البيشمركة» المسؤولية، وقد حققت تقدماً لافتاً خلال الأيام الماضية.
من جهة أخرى، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أمس، أن مسلحي «داعش» قتلوا أكثر من 250 شخصاً وخطفوا نحو 8000 عائلة في الموصل ومحيطها خلال الأسبوع الجاري، مع تقدم القوات العراقية باتجاه المدينة.
وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شمدساني، إن الإرهابيين «أعدموا بالرصاص 24 عنصراً سابقاً في القوات المسلحة الثلثاء، و190 الأربعاء في قاعدة الغزلاني في الموصل. وأضافت أن التنظيم قتل أيضاً «42 مدنياً برصاصة في الرأس في قاعدة العزة بحجة عدم انصياعهم للأوامر.