وفي الأحياء الشرقية المحاصرة تردَّدت أصوات القصف والاشتباكات بقوة في أنحاء المدينة. وجرت اشتباكات داخل المدينة إثر مهاجمة الفصائل مواقع لقوات النظام، في محاولة لتشتيت قواها على أكثر من جبهة.
وأطلقت التكبيرات من المساجد، في وقت خرج السكان إلى الشوارع ابتهاجاً بعد صلاة الجمعة، وعمد بعضهم إلى إحراق إطارات السيارات لحجب رؤية الطيران، ومنعه من استهداف المدينة، لكنها أخمدت بعد بدء تساقط المطر بغزارة.
بدوره وجَّه رياض حجاب، المنسق العام لهيئة المفاوضات العليا، تحيَّة إلى مقاتلي الفصائل قائلاً: "تحية إلى الأسود الكواسر بحلب.. قلوب السوريين معكم في معركة فك الحصار، اللهم افتح لهم أبواب رحمتك".
كما أطلقت الفصائل في محافظة إدلب صواريخ غراد استهدفت أماكن عدة في محافظة اللاذقية الساحلية، أبرزها في محيط مطار حميميم العسكري الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية، وفي مناطق قريبة من القرداحة التي ينحدر منها بشار الأسد.
وتزامنت "ملحمة حلب" مع استضافة موسكو اجتماعاً ثلاثياً، الجمعة أيضا، ضم وزراء خارجية إيران محمد جواد ظريف، وروسيا سيرغي لافروف، والنظام وليد المعلم، يتناول الوضع في سوريا.
وفي وقت سابق، اليوم، أعلن المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام الإسلامية، أبرز الفصائل المشاركة في الهجوم، في تغريدات على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أن فصائل غرفة عمليات "جيش الفتح" بدأت، فجر الجمعة، بتمهيد مدفعي وصاروخي على مراكز قوات الأسد، والمليشيات الطائفية في ضاحية الأسد، والنقاط المحيطة غربي حلب، بالتزامن مع "استهداف مراكز القيادة، ومدارج الإقلاع في مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب بمئات صواريخ الغراد".
وقال أبو يوسف المهاجر، القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم أحرار الشام: "تعلن كل فصائل جيش الفتح، وغرفة عمليات فتح حلب، بدء معركة فك الحصار عن حلب، التي ستنهي احتلال النظام للأحياء الغربية، وتفك الحصار عن أهلنا المحاصرين" في الأحياء الشرقية.
كما أكدت حركة أحرار الشام نسف معاقل مليشيات إيران في ضاحية الأسد غربي حلب، بعد تفجير عربة وجرافة مفخختين مسيّرتين عن بعد؛ الأمر الذي أدى إلى انفجار مستودع صواريخ وأسلحة.
وتحاصر قوات النظام منذ نحو 3 أشهر أحياء حلب الشرقية، حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أي مساعدات إغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر يوليو الماضي.
وشدد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، ياسر اليوسف، على أن "كسر الحصار آتٍ ومحققٌ لا محالة"، مضيفاً: "سنحمي المدنيين والمدارس والمشافي من اعتداءات الروس، وسنوصل الغذاء والدواء إلى أهلنا" في شرق حلب.
وبدأت قوات النظام في (22|9)، هجوماً للسيطرة على الأحياء الشرقية، بدعم من غارات روسية كثيفة وأخرى سورية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين، وأحدث دماراً هائلاً لم تسلم منه المرافق الطبية.
وعلى إثر ذلك طالب الجيش الروسي من بوتين استئناف القصف الجوي لحلب إلا أنه رفض ذلك حتى يتم تحديد "الجماعات الإرهابية" من "الجماعات المعتدلة".