يصيبنا القلق، ونماطل، نشعر بالإرهاق، ونغضب، ومع ذلك، كل هذه الصراعات هي صنيعة الذات. لا شك أنها حقيقية، ولكنها حقيقية فقط لأننا خلقناها في عقولنا. لقد علّقنا أنفسنا ببعض المُثل والأوهام حول كيف يجب أن تكون الحياة كي تكون جيدة بما يكفي لنا.

خذ نفساً عميقاً، وتخلَّص من كل ذلك التفكير والتأمل. صب اهتمامك فقط على اللحظة الحالية. ركز على ما تمتلك معك الآن: الضوء والأصوات وجسدك، الأرض من تحت قدميك، الأشياء والأشخاص من حولك. لا تصدر أحكاماً على هذه الأشياء وفق ما ينبغي أن تكون، اقبلها على ما هي عليه في الواقع، لأنك بقبولك الواقع، يمكنك تحسينه.

ولكن قبل أن تفعل، الآن يكون الوقت المناسب لتذكير نفسك ببعض الحقائق التي نميل إلى إنكارها ونحن عالقون في أعماق أذهاننا، كما ذكرها مدرب التطوير الشخصي، مارك تشرنوف.

1- هناك الكثير من الأمور في حياتنا لا يمكننا السيطرة عليها

لا يمكنك السيطرة على كل ما يحدث في حياتك، لكن يمكنك التحكم في كيفية الرد. في ردك تكمن القوة العظمى.

2- غالباً ما تصيبنا توقعاتنا بعدم الرضا نهائياً

تكمن السعادة في الاستغناء عن اعتقادك بأن حياتك يجب أن تكون بشكل ما تتخيله، تقبلها كما هي بكل ما هي عليه.

3- سيشوبنا النقص دوماً بشكل لا يصدق

إذا انتظرت أن تكون "مثالياً" قبل مشاركة قصصك وأفكارك ومواهبك وعطاياك مع العالم، لن يسمع بك أحد أبداً.

4- الوقت الذي تقضيه في القلق هو وقت مهدر

لن يغير القلق النتائج أبداً، اعمل أكثر، اقلق أقل. درّب عقلك على تعلم الدرس من كل موقف، ثم استفِد به على أفضل نحو.

5- غالباً ما تأتي أفضل الدروس المستفادة من الأيام الأصعب

ابق ثابتاً. في بعض الأحيان، يتوجب عليك اختبار نقطة كئيبة في حياتك لتتعلَّم درس لم تكن لتتعلمه بأي طريقة أخرى. (يمكنك قراء كتاب On Fire "على النار")

6- يصل النجاح بسهولة إلى عقولنا، بينما يصل الفشل بسهولة لقلوبنا

تكشف أفضل مراحل حياتنا وأسوأها غالباً عن شخصياتنا. كن متواضعاً وأنتَ في قمة الجبال، وكن صامداً في الوديان، وكن مخلصاً فيما بين الاثنين.

7- نحن نخلط كوننا مشغولين بكوننا منتجين

ما تلتفت له يكبر، لذا ركِّز على ما يهم حقاً واترك ما لا يهم.

8- ترك المزيد من الأموال بلا إدارة يخلق مزيد من المشاكل

نعم، نحتاج للمال لنعيش. اكسبه، واقتصد منه، واستثمره. ولكن تجنب إنفاق أموال لم تحصل عليها، لشراء أشياء لا تحتاجها، لإثارة إعجاب مَن لا تعرفهم. تحكم في أموالك حتى لا ينتهي بك الأمر وأموالك هي من تتحكم فيك.

9- معظمنا لا يحتاج إلى الكثير كي يشعر بالسعادة..نحن نحتاج أقل

عندما لا تضيف الأمور شيئاً إلى حياتك، ابدأ بالاستغناء عنها. تصبح الحياة أبسط كثيراً عندما نزيل الفوضى (النفسية والجسدية) التي تزيد الأمور تعقيداً.

10- غالباً ما تعطِّلنا أجهزتنا الفاخرة وتنتزع عنا إنسانيتنا

نحتاج جميعاً أن نتعلم أن نصبح أكثر إنسانية. لا تتجنب التواصل بالعين. لا تختبئ خلف الأجهزة. ابتسم كثيراً. اسأل الناس عن حكاياهم. استمع.

11- يُفتَن مجتمعنا بالجمال الخارجي

لو أصاب العمى العالم كله مرة واحدة، كم شخص سيظل قادراً على رؤية جمالك؟ ركز بداخلك. كن جميلاً من الداخل أيضاً. وابذل قصارى جهدك دائماً لترى الجمال في الآخرين.

12- لا طائل من معظم النقاشات بين بعضنا البعض

اختر معاركك. في كثير من الأحيان، أن تشعر بالسلام أفضل من أن تكون محقاً. ببساطة، لا يجب عليك المشاركة في كل المناقشات التي تُدعى إليها.

13- نحن نميل إلى الحكم على الآخرين من أفعالهم وعلى أنفسنا من قيمنا

كن الشخص الذي تريد أن تقابله وتكون بقربه. كن الشخص الذي تتسق أفعاله مع كلامه وقيمه.

14- لا نحصل دائماً على مثل ما نعطي

سينتهي بك الأمر حزيناً لو كنت تنتظر أن يفعل الآخرون معك مثل ما فعلت معهم. لا يمتلك الجميع قلباً مثل قلبك.

15- لا أحد منا يعرف أي شخص يستحق اللوم باستمرار

استرجع طاقتك. حرر نفسك لتمضي قدماً على قدميك. سيبدأ أفضل جزء من حياتك في اليوم الذي تقرر فيه أن حياتك ملكك وبلا أي شخص آخر لتلومه أو تعتمد عليه باستمرار.

16- من الأسهل إبقاء الأمور على حالها بدلاً من أن تتركها وتنمو

يعني المضي قدماً والاستغناء إدراكك أن بعض الأمور هي جزء من تاريخك ولكنَّها ليست جزءاً من قدرك.

17- إذا كنا نريد الحصول على فوائد شيء في الحياة، فيجب أن نرغب أيضاً في تحمل تكاليفها

يحلم معظم الأشخاص بالمكافآت دون المخاطر. الانتصار دون التجارب. لا تكن منهم. لا تسير الحياة هكذا. عندما تجد شيئاً تريده، ابدأ بسؤال نفسك: ما أنا مستعد للتخلي عنه للحصول على هذا الشيء؟

18- حتى مع كل تطوراتنا الحالية، يحتاج التقدم إلى العمل على الطراز القديم

وسط ثقافة تتطلب نتائج سهلة وسريعة، يجب علينا أن نتعلم جمال المجهود والصبر والمثابرة. كن قوياً وحاضراً وابنَ طقوس عالمك الإيجابية اليومية لتحقيق ما تريد.

19- نحن لا نشعر بأننا مستعدون بنسبة 100% عندما تسنح الفرص الجيدة

تجبرنا معظم الفرص الكبيرة في الحياة على النضج العاطفي والفكري. تجبرنا أن نمدد أنفسنا ومناطق راحتنا، ما يعني أننا لن نشعر بالراحة تماماً في البداية. وعندما لا نشعر بالراحة، لا نشعر بأننا مستعدون.

20- تتوقف حياة الكثيرين منا مبكِّراً

بطريقة أو بأخرى، لن يعيش أي منا للأبد. ومن الأصعب تغيير طول فترة حياتك عن تغيير تعمقك فيها. لذا، فإلى أي مدى ستصل اليوم؟ هذا أمر يجب أن تفكر فيه، لأنه كيفما نمضي أيامنا، نمضي حياتنا.

ختاماً، الحياة صعبة في بعض الأحيان. لا يمكنك السيطرة على كل شيء، ولكن عليك أن تتخلى عن مقاومتك لهذا. لا تدع ما هو خارج حدود سيطرتك يتدخل في كل ما يمكنك السيطرة عليه. كن واعياً بما حولك، كن حاضراً. ركز على الخطوات الصغيرة التي يمكنك اتخاذها اليوم، وقم بها! لا مجال للندم ولا النظر للوراء.

لا توجد طريقة لمعرفة ما يلوح في الأفق، ولكن هذا ما يجعل رحلتك اليومية مثيرة للاهتمام، هذا ما يجعل لليوم قوة. كل شيء ممكن!

والآن قل لنا أيّ من النقاط التي ذكرناها في الأعلى تصارع فيها؟ كيف تأقلمت معها؟ ما الحقائق الأخرى التي تعلمتها وتقبلتها وساعدتك على العيش بشكل جيد؟