شهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، تحشيداً عسكرياً وتصعيداً في المعارك غير مسبوق، غداة الهجوم الذي تعرض له مجلس عزاء في العاصمة صنعاء.
إذ دفعت السلطات السعودية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة نجران على حدودها الجنوبية مع اليمن، وتحديداً معاقل الحوثيين في محافظة صعدة، من أجل التصدي لأي محاولات تسلل.
وأظهرت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، لقطات لطلائع وتعزيزات جديدة من قوات الحرس الوطني تصل إلى نجران، للمشاركة في العمليات القتالية، مدعمة بالدبابات والأسلحة المتطورة.
ونقلت القناة على لسان اللواء فهد الدوسري، مساعد قائد قوات الحرس الوطني، إنه سيتم إرسال لواء كامل مدعماً بمختلف الآليات إلى نجران؛ للتصدي لمحاولات التسلل التي يشنها الحوثيون.
في حين دعا زعيم الحوثيين للتوجه نحو حدود المملكة للأخذ بالثأر إثر ادعاء علاقة "التحالف العربي" بالهجوم.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، إن معسكرات للحوثيين في محافظة عمران، شمال صنعاء، بدأت الأحد باستقبال المقاتلين للانخراط في جبهات القتال الحدودية، بالتزامن مع دعوات أطلقها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، وقيادات حوثية لأنصارهم من أجل التوجه إلى جبهات الحدود أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن صالح وجه قوات الحرس الجمهوري الموالية له بالتوجه نحو الحدود والمشاركة فيما أسموها "عمليات الثأر"، في جبهات نجران وجازان، على الحدود الجنوبية للمملكة.
وعلى الصعيد الميداني، شهد الشريط الحدودي تصعيداً عسكرياً كبيراً؛ حيث شن الحوثيون هجوماً على منطقة "الموسم"، التابعة لمحافظة "صامطة" في منطقة جازان، جنوبي المملكة، وفقاً لمصادر مقربة من الجماعة للأناضول.
ولم يسفر الهجوم عن أي تقدم، وفقاً للمصادر ذاتها التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فيما واجهته المدفعية السعودية بقصف مدفعي كثيف.
وأعلن المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، يحيى القحطاني، سقوط مقذوف عسكري أطلقته عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية على منزل مقيم يمني بمحافظة صامطة؛ مما نتج عنه إصابة أحد أبنائه (14 عاماً)، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
يأتي ذلك بينما تعرضت مواقع الحوثيين في المديريات الحدودية مع السعودية لقصف مكثف من قبل مقاتلات التحالف العربي، وخصوصاً مناطق" كتاف" و"حيدان" و"شدا".