أحدث الأخبار
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد

محاولة اغتيال «اليونيسكو»

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-09-2016

في شهر أيلول (سبتمبر) ١٩٤٥ انتهت الحرب العالمية الثانية، وفي شهر نوفمبر من العام نفسه (بعد شهرين فقط) تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، بهدفٍ كبير هو «بناء حصون السلام في عقول البشر»، وأهداف صغرى يتم تنفيذها من خلال اختصاصات المنظمة في التربية والثقافة والعلوم، ثم أضيف الإعلام والاتصال، ثم تم التوسع في مجال التراث العالمي.
حين تأسست المنظمة، من أجل السلام، لم تكن المنطقة العربية أو أفريقيا أو معظم آسيا وأميركا اللاتينية حينذاك في حال حرب، بل كانت أوروبا وأميركا وبعض الجيوب الآسيوية المناوئة خارجة للتوّ من حروب وحشية طاحنة، تحتاج معها إلى آلة تساعد في ضبط السلام.
الوضع الآن بات مقلوباً، فالتي كانت تعيش في حرب حينذاك باتت تعيش في سلام الآن، بينما تشتعل الدول العربية والأفريقية الآن بالحروب والأزمات.
أي أننا نحن العرب أحوج إلى اليونيسكو الآن منّا إليها يوم تأسست، والعكس بالعكس بالنسبة للغرب، خصوصاً بعد أن نجحت الدول الغربية، طوال الـ70 عاماً الماضية، في وضع اتفاقات وإبرام معاهدات وتمرير أجندات لقرارات أممية، كما قامت بتسجيل عدد كبير من مواقعها التاريخية في لائحة التراث العالمي.  
أستحضر هذه المقارنات الآن، إثر البيان الذي أدلت به المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أمام المجلس التنفيذي أمس (الثلثاء) بشأن العجز المالي الذي بات يهدد استمرار المنظمة في العمل. فالموازنة المرصودة للمنظمة كي تموّل نشاطاتها في اختصاصاتها الأربعة المتشعبة، وحول العالم، انحدرت إلى قرابة ٥٠٠ مليون دولار سنوياً (ما يقارب قيمة طائرتين حربيتين)، ما سيضطر أمانة المنظمة إلى إيقاف العديد من البرامج والفعاليات وتسريح عدد كبير من الموظفين بعد إلغاء وظائفهم.
أشرتُ في مداخلتي، بعد بيان المديرة العامة، إلى «أهمية تذكير الدول الأعضاء القلقة على حال اليونيسكو، أن هذا الوضع المأسوي للمنظمة هو نتيجة عقوبات فرضتها دول (ديموقراطية) كبرى للتعبير عن استيائها من قرار (ديموقراطي) اتخذته الدول الأعضاء في العام ٢٠١١ بجعل دولة فلسطين عضواً في المنظمة».
قلت هذا كي يعرف الحضور إن الديموقراطي حين «يشتهي» في لحظةٍ ما التخلّي عن قيم الديموقراطية فإنه يتحول إلى كائن أكثر وحشية من الديكتاتور نفسه.
و»إن الموازنة التي تصرفها هذه الدول الكبرى على الخرسانات والحواجز حول سفاراتها في عواصم العالم هي أكبر من موازنة (منظمة صُنع السلام) نفسها، ولو أن هذه المبالغ جُيّرت لبرامج التربية ضد العنف في المنظمة لربما أمكن الاستغناء عن الخرسانات الأسمنتية والحواجز الرملية».
وقد سعت السعودية ومعها بعض الدول العربية والإسلامية خصوصاً إلى تقديم مساهمات تعويضية كبيرة محاولةً منها لإنقاذ المنظمة، لكن الجرح الغائر في جسد هذه المنظمة الرقيقة لن تكفيه هذه الضمادات الإسعافية لسنوات ممتدة من النزف.
السؤال الآن: هل سيستطيع المرشح العربي المنتَظَر لرئاسة المنظمة في العام المقبل إنقاذ اليونيسكو من الهلاك على أيدي من باتوا في غنى عنها؟ أم أن الرئيس القادم سيأتي بتوصية من كبار المستغنين، وبالتالي يستكمل عملية الاغتيال بهذه الموازنة المضحكة والمحزنة إزاء ما يُراد للمنظمة أن تقوم به في «صُنع حصون السلام»؟ هذا المبلغ الزهيد لا يكفي حتى لصنع حصون سلام ورقيّة!
السيدات والسادة:
«باختصار، اليونيسكو تتعرض إلى هولوكوست عنصري».