أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

فيلم تحرش!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
فيلم التحرش المرعب الذي دارت أحداثه، كما قيل، في ميدان التحرير بالقاهرة، والذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، هو فيلم رعب بامتياز، على الرغم من رداءة التصوير، وإمكانات الصوت، وضبط حركة المجاميع التي اختلط فيها وبينها الحابل بالنابل، على الرغم من كل الرداءة الفنية التي سقط فيها معدو ومخرجو الفيلم، إلا أنهم نجحوا كثيراً في إيصال الإحساس بالبشاعة والعنف اللامحدود الذي طغى على الحدث الرئيس!

إن مشهد النساء العاريات تماماً بتلك الإصابات الفادحة واللامعقولة كان صادماً جداً، الأهم أن ما كان معروضاً عبر (اليوتيوب وتويتر وفيسبوك) كان فيلماً حقيقياً وواقعياً وليس تمثيلياً أو مفبركاً، لقد حصلت أحداثه في شارع عربي بالفعل وبين أناس حقيقيين، نساء حقيقيات وشبان من لحم ودم وربما بقايا عقل وإحساس، لم يكونوا كما قالت صديقة: «مجرد شباب يمارسون تحرشاً عابراً بهدف الاستمتاع، ما ظهر في الفيلم كان إجراماً مع سبق الإصرار والترصد»، لقد كانت حالة بهيمية منحطة وأكثر!

بعد أن انجلى غبار المعركة، وسُحبت النساء إلى المشافي والمنازل، وسُحب الشباب المجرمون إلى مراكز الشرطة، وانتشر الفيلم كالنار في هشيم مواقع التواصل، وثارت الثائرة، وتنادت الأصوات بضرورة العقاب لهؤلاء، وحتمية التعبير بالرفض والاحتجاج والمطالبة بإعدام الفاعلين، كانت هناك ردات فعل أخرى مغايرة تماماً، وصادمة بالفعل وذات دلالات مخيفة، وعلى مواقع التواصل نفسها، بين متشفٍ، وساخر، ومستهزئ، فقد كتب أحدهم «يستاهلوا، كل سيدة تخرج للشارع تستحق الاغتصاب»، انظروا إلى هذه العبارة المستفزة ما أشد بشاعتها، بينما كتب آخر «تستاهلوا أكتر يا.. السيسي»، وعلق آخر «مش حنخليك تنام يا سيسي»، وكتب كلاماً أشد وطأة وقذارة!

في الخلاصة هناك شباب عاطل، فقير، مادياً وأخلاقياً، مدمن مخدرات، تم توظيفه كذراع ضاربة في معركة سياسية بين مشروع ساقط فاقد المروعية، وبين مجتمع اختارت غالبيته أن تسير باتجاه آخر لإنقاذ مصر، وتعديل مسارات السقوط التي استدرجها البعض لتسقط فيها، ولأن نهوض مصر واستعادتها لمكانتها وريادتها يشكل خطراً على هذا البعض وتصادماً مع أجنداتهم ومصالحهم، فقد رأوا في نجاح الانتخابات، وتسلم المشير السيسي السلطة سلمياً من الرئيس السابق عدلي منصور، بمنتهى الرقي السياسي، هزيمة صاعقة وحارقة، لم يتمكنوا من تمريرها من دون ردات فعل انتقامية قذرة كالتي ظهرت في فيديو التحرش!

أما قبل الخلاصة هناك مجتمع، وإن كان يعبر أزمته السياسية الطاحنة بصعوبة وباقتدار في الوقت نفسه، إلا أن هذا المجتمع تطحنه أزمات مزمنة، تجعل من الشباب العاطل الفقير، المرتمي في أحضان المخدرات والعصابات، أداة طيعة لصناعة الخراب والجريمة والانحطاط، وأن أول ما يتوجب على المصريين المطالبة به هو توفير المدارس والوظائف لهؤلاء الشباب، غير المؤهل أو من أصحاب المؤهلات المتدنية، ورفع مستوى المعيشة تالياً وإقرار الأمن.. وأشياء كثيرة، أهل مصر أعلم بها منا، نذكرها من باب المحبة والحرص ليس إلا.