يكتنف الغموض وضع ومصير الرئيس المخلوع علي صالح بعد تقارير إعلامية غير مؤكدة تكهنت بإصابته مطلع الشهر الحالي بسبب محاولة اغتيال أو غارة جوية للتحالف دمرت منزلا قرب القصر الرئاسي جنوب العاصمة صنعاء.
وكان آخر ظهور إعلامي لصالح في (30|8) الماضي عندما استقبل ضباطا في الجيش انشقوا عنه إبان انتفاضة 2011 التي أجبرته لاحقا على التنازل عن السلطة بعد 33 عاما في الرئاسة.
وغاب صالح عن الظهور الإعلامي عشية عيد الأضحى الأسبوع الفائت عندما أذاعت محطة «اليمن اليوم» التلفزيونية والتابعة له خطابا مقروءا له خلافا لما جرت عليه العادة في كل مناسبة وطنية ودينية
ولوحظ تكثيف النشاط الإعلامي الاجتماعي لصالح الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي العام من خلال نشر العديد من برقيات التعازي منذ بداية سبتمبر، بينما صدر بيان سياسي واحد عن مكتب صالح تضمن اعتذارا واضحا لجماعة الحوثيين، بعد أن كانت هددت بإغلاق قناة «اليمن اليوم» لإذاعتها خطبة يوم عرفة خلال تغطيتها شعائر فريضة الحج من مكة المكرمة. ولأخذ تعليق رسمي من حزب المؤتمر الشعبي العام بشأن حقيقة وضع صالح، اتصلت صحيفة «الاتحاد» الصادرة في أبوظبي مراراً عبر الهاتف بعضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) للحزب، حسين حازب، ورئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام، طارق الشامي، إلا أنهما لم يجيبا، بينما كان الهاتف الخلوي للسكرتير الصحفي لصالح، أحمد الصوفي، مغلقا مساء اليوم.
إلا أن مصدرا إعلاميا مقربا من صالح، تحدث لـ«الاتحاد»، وبرر سبب امتناع الرئيس السابق عن الظهور منذ (30|8) إلى «احتياطات أمنية مشددة» خوفا من استهدافه بغارة جوية، مشيرا إلى أن اغتيال صالح هدف رئيسي للتحالف العربي وحكومة هادي «بعد أن فشلوا بالوصول إلى صنعاء عبر الحسم العسكري»، حسب تعبيره. وكان صالح، الذي مازال متأثرا بإصابته في محاولة اغتيال استهدفته داخل المجمع الرئاسي منتصف 2011، ظهر عدة مرات الشهر الماضي خلال لقاءات حزبية ومقابلات صحفية.
وتحدثت وسائل إعلام يمنية محلية اليوم عن تفاقم الخلافات بين حزب صالح وجماعة الحوثيين التي شددت في الأيام الأخيرة إجراءاتها الأمنية في العاصمة صنعاء.
واستحدثت الجماعة الانقلابية عشرات الحواجز العسكرية والأمنية بالعاصمة، وفرضت إجراءات تفتيش على المركبات والدراجات النارية وسط تكهنات مراقبين محليين بوجود خلافات عميقة بين الحوثيين وحزب صالح بشأن تقاسم السلطة قد تفجر صراعا مسلحا بين الطرفين المتحالفين منذ 2013 وخاضا العقد الماضي ست حروب في شمال البلاد.