تبادلت الولايات المتحدة وروسيا، الأحد، الاتهامات بشأن غارة أمريكية استهدفت قوات تابعة لبشار الأسد بمدينة دير الزور شرقي سوريا، الليلة الماضية، وأسفرت عن مصرع أكثر من 60 جندياً وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وتزامن تبادل الاتهامات بين الطرفين مع إخفاق أعضاء مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى موقف موحد بشأن الغارة الأمريكية، في جلسة مشاورات طارئة عقدها فجر اليوم بناء على طلب روسي، لبحث تداعيات القصف.

وعقب انتهاء جلسة المشاروات بمقر الأمم المتحدة، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة فيتالي تشوركين، أن الغارة الأمريكية التي استهدفت قوات الأسد في المنطقة المحيطة بمطار دير الزور، "كانت متعمدة".

ووصف تشوركين توقيت توجيه الضربة الأمر بأنه "مثير للشكوك"، مؤكداً: "أعتقد أن هذا لم يكن مصادفة خاصة وأن الغارة تأتي قبل يومين فقط من دخول الترتيبات الأمنية الروسية الأمريكية حيز التنفيذ".

وانتقد المندوب الروسي نظيرته الأمريكية، سامنثا باور، بشدة؛ بعد تركها قاعة مجلس الأمن خلال انعقاد جلسة المشاورات لكي تتحدث للصحفيين المنتظرين خارج القاعة عن الغارة الجوية.

وقال: "إنني أعمل كمندوب لبلادي منذ أكثر من 10 سنوات في الأمم المتحدة ولم أرَ مثل هذا التصرف"، بحسب وكالة الأناضول.

وتابع: "لقد انتهكت الولايات المتحدة التزامين: الأول يتعلق بانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية، والثاني يتعلق بوعد قدمته واشنطن للحكومة السورية بألا تؤثر حملتها الجوية التي بدأت منذ عامين في سوريا على الجيش الحكومي".

وبدورها قالت باور، للصحفيين، إن طلب روسيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، "ما هو إلا حيلة تهدف إلى تحويل انتباه الرأي العام عن بعض من أكثر الأعمال الوحشية منهجية منذ عقد من الزمان".

وحول الغارة الأمريكية على مواقع القوات السورية قالت باور: "لا تزال الحكومة الأمريكية تجمع الحقائق حول التفجيرات التي ذكرت بعض التقارير أنها أسفرت عن مقتل عشرات الجنود في دير الزو".

وأضافت: "طائرات التحالف الأمريكي كانت تعتقد أنها تستهدف متطرفي (داعش)، ولم يكن في نيتنا انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".

وأشارت مندوبة واشنطن إلى أن نظام الأسد، "ارتكب مراراً حوادث مروعة من ضربات جوية ضد المستشفيات والمدارس وكردونات حول المدن تسببت في إحداث مجاعة، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أهداف مدنية"، لافتة إلى أن موسكو لم تطلب أبداً عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في كل تلك الحالات، حسب قولها.

وأردفت مخاطبة الصحفيين: "تخيلوا عدد المرات التي كان مجلس الأمن سيجتمع خلالها لو كنا طلبنا عقد جلسات طارئة في كل مرة تستهدف فيها روسيا مستشفى في بلد مزقته الحروب كسوريا".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، مساء السبت، مقتل 62 جندياً سورياً وإصابة 100 آخرين في غارات للتحالف الدولي على مواقع تابعة لقوات الأسد في محافظة دير الزور.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "سبونتك" عن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، قوله إن "مقاتلات التحالف الدولي شنت 4 غارات على مواقع القوات السورية في المنطقة المحيطة بمطار دير الزور، ودخلت المجال الجوي السوري من جانب الحدود العراقية".

وكانت واشنطن وموسكو قد اتفقتا قبل عيد الأضحى على خطة لإرساء وقف لإطلاق النار في سوريا، ووضع أسس عملية السلام.

وآنذاك، أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد يوم من محادثات ماراثونية في جنيف، عن اعتقاده أن الخطة ستقود إلى محادثات "لإنهاء النزاع".