قال الشيخ "عبد الرحمن السديس" الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حجاج إن "أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية".
جاء هذا خلال خطبة عرفة التي ألقاها السديس بمسجد نمرة، واستمع إليها جموع من حجاج بيت الله الحرام، الذين توافدوا على عرفات منذ إشراقة صباح اليوم للوقوف على صعيدها الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم.
وبإلقائه خطبة عرفة، يكون السديس هو أول "خطيب لعرفة" خلفًا لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي اعتذر لظروف صحية، بعد أن ظل يلقي خطبة عرفة على مدار 35 عامًا.
ودعا السديس في خطبته قادة الأمة الإسلامية للتضامن، وتنسيق الجهود ، لحل قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، ومأساة سوريا، والوضع في العراق واليمن.
وقال السديس في هذا الصدد: "إن أمتنا الإسلامية تمر اليوم بظروف صعبة من تاريخها، تستلزم منا شعوبًا وقادة تضامنًا في قلوبنا ومشاعرنا وتنسيقًا في مواقفنا، وتصوراتنا وتكاملًا في جهودنا لمواجهة مشكلاتنا، وقضايانا وعلى رأسها قضية فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك، ومأساة إخواننا في بلاد الشام، والعراق واليمن وغيرها".
ودعا خطيب عرفة، القادة المسلمين إلى "معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والانصات ورفع الظلم عن المظلومين".
وإلى جانب رسالته لقادة المسلمين، وجه السديس رسائل لحجاج بيت الله الحرام، والعلماء والدعاة، ورجال الاعلام قائلا: "هذا بيت الله الحرام آمن بأمان الله، فاحذروا الإخلال بأمنه وعظموا شعائره، احذروا تكدير صفو شعائره ومشاعره".
كما دعا السديس علماء الإسلام ألا يكونوا سببًا في تفريق الأمة قائلًا: "اهدوهم إلى سبيل الرشاد، تكلموا بالحق ولا تتكلموا بالباطل، احذروا الحزبيات والتصنيفات والفرقة والانقسامات".
ودعا السديس رجال الإعلام إلى "تسخير الإعلام ووسائله ومواقعه في نصرة الدين، والدفاع عن الإسلام، وبيان محاسنه، والتزام أمانة الكلمة ومصداقية الحرف، والبعد عن الإثارة والشائعات والبلبلة".
كما حذر الشباب المسلم من "آفة الإرهاب والتكفير، وكل طريق يفرق الصف ويؤدي لاختلاف الكلمة، وتمزيق الشمل".
ووجه السديس الشكر لمفتي السعودية، قائلًا: "من الوفاء الواجب الشكر والدعاء لشيخنا ومفتينا الذي وقف على هذا المنبر العظيم طيلة 35 عامًا، موجهًا ومرشدًا وناصحًا للأمة، فجزاه الله خيرًا وبارك في عمره وعلمه وعمله وخلفه".
واختتم السديس خطبته بالدعاء للمسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، وأن يحقن دماء المسلمين، وخص بالدعاء فلسطين وأهل الشام والعراق واليمن ومسلمي أراكان".
وتوافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.