بلغ عدد الغارات بالأسلحة المحرمة دولياً 132 غارة في سوريا منذ منتصف يونيو إلى منتصف أغسطس، وشملت الغازات السامة، والقنابل العنقودية، والفسفور الأبيض، والصواريخ الموجهة والمزودة بغاز الكلور.
وفي رصد أجراه مركز جسور للدراسات والبحوث السوري، ونشره اليوم الثلاثاء، بلغ عدد الغارات التي نفذها نظام الأسد بالأسلحة العنقودية المصنفة على أنها محرمة دولياً 75 غارة، فيما بلغ عدد الغارات المزودة بالفسفور 44.
وأضاف المركز في رصده أن عدد الغارات التي استهدف بها نظام بشار الأسد المدنيين بالفسفور العنقودي 10 غارات، بينما بلغ عدد الهجمات التي استخدم فيها غاز الكلور غارتين اثنتين، وغارة استخدم فيها الفسفور الأبيض.
واتهمت دول غربية قوات الأسد بالهجمات التي وقعت في تلمنس، وقميناس، وسرمين، في حين يعتقد أن الهجوم بغاز الخردل على مارع نفذه تنظيم "الدولة"، الذي يسيطر على مناطق واسعة بالعراق وسوريا منذ يوينو 2014.
وعقب رصد الهجمات بالأسلحة والغازات السامة شكلت الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في أغسطس 2015، فريقاً أطلق عليه اسم "آلية التحقيق المشتركة"، وحدد مجلس الأمن الدولي ولايته بمدة سنة قابلة للتجديد، حيث أحصت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية 116 هجوماً محتملاً بمواد سامة في سوريا، دون أن تسمي المسؤولين عن هذه الهجمات.
وبعد إجراء التحقيقات، وأخذ شهادات من شهود عيان، أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقريراً يؤكد استخدام غاز الكلور في الحرب الدائرة في سوريا، دون تحديد الطرف الذي استخدمه، بينما اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، أن التقرير يقدم مزيداً من الأدلة على أن حكومة الأسد شنت هجمات متكررة على مواطنيها بغاز الكلور السام.
وتضمن التقرير -الذي يقع في 117 صفحة- روايات لشهود عيان تصف طائرات هليكوبتر أثناء إسقاطها براميل متفجرة تحتوي مواد كيماوية سامة، وتنسجم نتائج التقرير مع تقريرين سابقين للبعثة، وقالت باور: إن "الجيش السوري وحده من يملك طائرات هليكوبتر".
وبعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمراجعة التقدم في تدمير برنامج سوريا للأسلحة الكيماوية، اعتبرت باور أن التقرير الجديد يضيف مصداقية إلى مزاعم استخدام نظام الأسد غاز الكلور كسلاح في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 5 سنوات، رغم تعهدها بالتخلي عن ترسانتها السامة.