أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

حتى الأنهار في فلسطين محتلة

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-08-2016


الشاعر الأيرلندي ميكي مكونل له قصيدة مشهورة، حولها لأغنية خلال سبعينيات القرن الماضي لتصبح أحد أشهر أغاني الأيرلنديين الوطنية خلال الصراع في أيرلندا الشمالية، شدني أحد أبياتها الذي يقول: "ومازلت خلال أحزاني أرى أرضاً لم تعرف الحرية يوماً، وليس سوى أنهارها تجري بحرية" لم يشدني جمال الوصف أو اللغة، فالشعر النضالي العربي مليء بنماذج غنية، ما شدني هو أن هذا المناضل الأيرلندي يشتكي من أن بلاده لم تعرف الحرية يوماً، وليس حراً فيها إلا أنهارها التي تجري حيث تشاء، لكنه لو زار فلسطين اليوم لوجد أنها كذلك لا تعرف الحرية تحت الاحتلال الصهيوني، ولكن الفارق هو أنه حتى الأنهار في فلسطين حرمت حريتها.
الأيرلنديون من أكثر الشعوب الغربية تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، ويعود ذلك لأن المتسبب في احتلال البلدين واحد، بريطانيا الاستعمارية، كما أن حركتي النضال الأيرلندية والفلسطينية بينهما نقاط تقاطع وتشابه كثيرة تسهل على الأيرلنديين فهم قصة النضال الفلسطيني، بشكل لا يستطيع معظم الأوروبيين فهمه، أدبياً تعقد الكثير من المقارنات بين الشعر الفلسيطيني النضالي ونظيره الأيرلندي ومحمود درويش مثلاً حاضرا بقوة في سماء الأدب الأيرلندي هو وغيره.
عودا إلى تلك الأنهار التي تجري بحرية عند مكونل، الأنهار في فلسطين على عكسها محتلة منتهكة تماماً كما الأرض والبشر والشجر، نهر الأردن مثلاً الذي يخترق أرض فلسطين ويعيش قسم كبير من الفلسطينيين على ضفته الغربية، تعتبر ضفافه مناطق عسكرية يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها، تقدر منظمة العفو الدولية حصة المستوطن الإسرائيلي منه يومياً بثلاثمائة لتر، بينما لا يحصل الفلسطيني الذي يقع منزله قريباً من مجرى النهر على أكثر من 70 لتراً، وتضع سلطات الاحتلال المئات من العراقيل أمام أي انتفاع فلسطيني من مياه النهر، بينما تستخدم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة مياهه لملء برك السباحة وري الحدائق بنظام الرش.
وليس نهر الأردن وحيداً في معاناته، نهر المقطع مثلاً تحول إلى مجرى لمياه الصرف الصحي التي تحولها إليه سلطات الاحتلال بعد الانتفاع من مساره في الأراضي الخاضعة لها، نهر يافا يضخ المياه في مفاعل النقب ويروي مستوطنات النقب، وهكذا لا يكاد يوجد نهر في أرض فلسطين إلا ويعمل الصهاينة على تجفيفه أو تلويثه قبل أن يخرج من أراضيهم. العديد من المنظمات الدولية حذرت من الخطر البيئي الناتج عن هذا العبث بمصادر المياه الطبيعية، آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية داخل فلسطين لم تعد اليوم صالحة للزراعة، والسبب هو التلوث الذي لحق الأنهار التي ترويها، ففي فلسطين لم يكتف المحتل بالسطو على الأرض وانتهاك حقوق البشر، لكن ضرره امتد إلى الطبيعة، امتد إلى تلك الأنهار الجميلة التي ترتمي على ضفافها أشجار الزيتون، تلك الأنهار التي قال فيها الشاعر:
أرى نهراً وقد جمع المعاني .. فيلبس ضفتيه على طهارة
بأثواب مزينة عجابا .. ووجه رائق حلو النضارة
الاحتلال اليوم يسرع الخطى ويقطع المراحل ليحكم سيطرته على ما تبقى من فلسطين، من أرضها ومائها ومقدساتها، وفي إطار انشغالنا بالأحداث الجسام في جسد أمتنا، ينسل الصهاينة إلى المسجد الأقصى بالعشرات كل يوم ليلوثوا طهر المسجد كما لوثوا الأنهار من حوله، ولو استمر انشغالنا عن فلسطين وعن الأقصى ربما نصحو يوماً لنجد الأقصى حلماً جميلاً وذكرى طيبة وحسب، إن الأرض والأنهار والبشر الذين لم يعرفوا الحرية منذ احتلت فلسطين مازالوا يقاومون هذا الاحتلال جيلاً بعد جيل، ومازالت أنهار الدم تسيل دفاعاً عن الأقصى وما حوله، وما يريده العدو اليوم هو أن تتسع دائرة النسيان حتى يكمل مشروعه، دورنا الأساسي، دورنا المحوري هو أن نحيي ذكرى الأقصى وفلسطين في قلوبنا، دورنا هو أن ينشأ الجيل القادم على أمل القدس وصلاة في مسجدها، تلك الذكرى وهذه الذاكرة هما خط الدفاع الأخير أمام الاحتلال الصهيوني، البعض يريد أن يوهمنا أن هذا الاحتلال واقع لا بد من التعامل معه والقبول به، ولهم نقول إن أنهار فلسطين ستجري يوماً بحرية وستعود لتروي الأمة من جمالها وعذوبة مياهها المباركة.;