أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

مجتمع النظام الأبوي

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 15-08-2016


مفهوم النظام الأبوي (البطرياركي) في علم الاجتماع، يقصد به المجتمع السلطوي، ذلك المجتمع الذي ينبني على الخضوع لمن هو في الأعلى دوما. أتت التسمية من تشبيه هذه العقلية بسيطرة الأب في العائلة، حيث يكون الأب على رأس العلاقة الهرمية، وله إرادة مطلقة يفترض أن يتم التسليم بها والخضوع والطاعة لها.
هذا التنظيم والتركيب المبني على علاقات القوة تغلغل وأصبح ثقافة ونسقا سائدا في العالم العربي. كل من يمتص اضطهادا من أعلى يعيد إنتاجه على من يرى أنه دونه. ومع هذا الحس والنظام تتخشب مفاصل المجتمع وتتعسر حركته، لأنه يعتمد القسر بدل التفهم، والإخضاع بدل التعاون. كان من ضمن ملاحظات ابن خلدون الاجتماعية أن النفوس التي تعتاد القهر وأخلاق الطاعة والإخضاع هي نفوس تفسد ويسطو بها القهر والضيق وتعتاد الكسل والخبث والمراوغة.
وهذا ما انتقده شيخ الفلاسفة برتراند راسل في كتابه «السلطة والفرد»، حين ضرب مثلا بالموظف الذي يتصرف كرجل عظيم اعتاد أن يظهر بمظهر المتسلط على الفرد العادي. يقول راسل: «إن هذه الظاهرة توجد لدى الموظفين كافة ولكن بدرجات متفاوتة.. الواقع يشير إلى أن الفرد الاعتيادي (وهو السيد المفترض من وجهة نظرية) يشعر بنفسه خادما لرجل الجيش والبحرية والشرطة والموظفين الآخرين».
إن أخلاقيات وأدبيات الطاعة والخضوع متغلغلة في صلب مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولذلك لم ينهض العرب بحسب الجابري، فمدينتهم حتى اليوم لا تزال حسب وصفه «مدينة الجبارين». إن تجديد مستوى العلاقات في المجتمعات يحتاج إلى زيت الحرية وتعدد الخيارات لدى الفرد. العقلية السلطوية لا بد أن يتم استهجانها في أي مساحة اجتماعية صغرت أو كبرت.
حين زار الفيلسوف السياسي الفرنسي دوتوكفيل الولايات المتحدة قبل قرنين، كان في مؤلفه «الديمقراطية في أميركا» حاسدا الأميركيين على تخلصهم من مركزية السلطة في مجتمعهم الجديد. يقول: «غالبا لا يلحظ الأوروبي في شخص الموظف إلا جانب القوة، أما الأميركي فيلحظ جانب القانون». وهناك حكاية خلف ذلك. المهاجرون الأوروبيون كانوا قد توافدوا على القارة الجديدة منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي، قادمين من صلب مجتمعاتهم الأوروبية الهرمة. ووجدوا أنفسهم متحررين من الخوف من دول مجاورة قد تمثل لهم تهديدا، وأيضا لم تتشكل عندهم طبقات أرستقراطية، لأن الأرستقراط ينبني على إقطاع الأراضي، وفي أميركا كانت الأراضي الشاسعة متوفرة للجميع. وأهم من كل ذلك ظلت السلطة موزعة أفقيا ولا تتركز عموديا، لأن أميركا بنيت من الأسفل، فالبلدة جرى تنظيمها قبل المقاطعة، والمقاطعة قبل الولاية، والولاية قبل الاتحاد.;