أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

أميركا بين الديمقراطية والانقلاب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-08-2016


تصدير الديمقراطية سلعة أميركية، والانقلاب عليها أيضا سلعة أميركية بامتياز. في النصف الثاني من القرن العشرين، كان الملف الأميركي واضحاً في دعم الانقلابات حول العالم، ويعدد ويليام بلوم في كتابه «قتل الأمل»، ما يقارب أربعين انقلابا وتغييرا لحكومات وقفت خلفها الولايات المتحدة، منذ دعم الانقلاب على محمد مصدق في إيران في 1953، ويستثني من هذا العدد الانقلابات التي لم تنجح، أو التي لم يثبت وقوف المخابرات الأميركية ورائها.
هذا التناقض في دعم الانقلاب والديمقراطية، هو الذي دفع الرئيس التركي أردوغان الأسبوع الماضي إلى السخرية من هذا التناقض، حين وبخ الجنرال الأميركي الذي تكلم في شأن الانقلاب وحبس العسكريين الأتراك، قائلاً له: عليك أن تقدم الشكر لتركيا التي دحرت الانقلاب، باسم الديمقراطية التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم.
لم يعد الأمر كما كان في السابق، لقد تبقى لأميركا فقط أن تكون صادقة في دعم الديمقراطية والحقوق، لأن هذه شؤون سياسية سليمة، أما دعم الانقلاب فستفشل فيه، لأنه غير سياسي، والشعوب اليوم بفضل الإنترنت وشفافيته، أصبحت تلاحظ جيدا ما هو سياسي، وما هو غير سياسي. فحالة مثال تركيا اليوم وقبله عدة أمثلة في أميركا اللاتينية، تؤكد صعوبة أن تتلاعب أميركا بالدول كما السابق.
من حسنات الديمقراطية واحترام رأي الشعوب، أنها تعزز استقلال الدول، في منتصف العام 2013 اجتمع رؤساء خمس دول لاتينية في مونتيفيدو، عاصمة الأوروجواي، موجهين رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية منع دول أوروبية طائرة رئيس بوليفيا إيفو موراليس من المرور، بعد اشتباه أنها تقل إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق الذي كشف فضيحة تجسس أميركا على العالم، قال أحد هؤلاء القادة: إن على أوروبا أن تعرف من هو التابع الآن (في إشارة إلى تبعية أوروبا لأميركا)، كما أصدر القادة بياناً، ذكروا فيه أن أميركا تتجسس على العالم، ليس بهدف ملاحقة الإرهاب، وإنما لمعرفة المخططات المالية والعلمية للدول.
إن التخوف في تركيا اليوم من وجود انقلاب آخر مبرر، فأميركا بعد انقلابات فاشلة، أعادت الكرة في زمن قصير، كما حدث سابقا في تركيا نفسها، والإكوادور، وبوليفيا. لكن محاولات أميركا ضد إرادة الشعوب تقل حظوظها اليوم، قبل أردوغان الآن كانت هناك محاولات أميركية ضد الرئيس مادورو في فنزويلا لكنها بقيت معزولة وضعيفة، واليوم يشكل مادورو مع نظيريه البوليفي إيفو موراليس، والإكوادوري رافائيل كوريا، تحالفاً جريئا في وجه هيمنة الولايات المتحدة، وبقية الدول اللاتينية داعمة أكيدة لهم.
يؤكد الروائي الأوروجوياني الرائع إدوارد غاليانو، في كتابه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة»، أن أميركا اللاتينية منذ تم اكتشافها قبل خمسمائة عام، كانت قد تخصصت في أن تخسر فقط! كانت خاضعة وتخسر كل ما لديها لجيب المستعمر، فقط حين أتت الديمقراطية قبل فترة قصيرة، تعافت هذه الدول. ولا يتعلق الأمر بالثروة فقط، بل بالكرامة أيضاً، يشير كاتب يدعى جريغ جراندين، إلى غياب منطقة واحدة في العالم من قائمة العار، قائمة البقع السوداء (وتعني الدول التي فيها سجون سرية وتسلم المختطفين للمخابرات الأميركية)، وهذه المنطقة هي أميركا اللاتينية، لأنها مستقلة ولم تعد تخضع. لا شيء مثل الديمقراطية يعزز استقلال الشعوب، ولا شيء مثل الانقلاب والخضوع للعسكر، يجدد التبعية والخضوع.;