أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

أميركا بين الديمقراطية والانقلاب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-08-2016


تصدير الديمقراطية سلعة أميركية، والانقلاب عليها أيضا سلعة أميركية بامتياز. في النصف الثاني من القرن العشرين، كان الملف الأميركي واضحاً في دعم الانقلابات حول العالم، ويعدد ويليام بلوم في كتابه «قتل الأمل»، ما يقارب أربعين انقلابا وتغييرا لحكومات وقفت خلفها الولايات المتحدة، منذ دعم الانقلاب على محمد مصدق في إيران في 1953، ويستثني من هذا العدد الانقلابات التي لم تنجح، أو التي لم يثبت وقوف المخابرات الأميركية ورائها.
هذا التناقض في دعم الانقلاب والديمقراطية، هو الذي دفع الرئيس التركي أردوغان الأسبوع الماضي إلى السخرية من هذا التناقض، حين وبخ الجنرال الأميركي الذي تكلم في شأن الانقلاب وحبس العسكريين الأتراك، قائلاً له: عليك أن تقدم الشكر لتركيا التي دحرت الانقلاب، باسم الديمقراطية التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم.
لم يعد الأمر كما كان في السابق، لقد تبقى لأميركا فقط أن تكون صادقة في دعم الديمقراطية والحقوق، لأن هذه شؤون سياسية سليمة، أما دعم الانقلاب فستفشل فيه، لأنه غير سياسي، والشعوب اليوم بفضل الإنترنت وشفافيته، أصبحت تلاحظ جيدا ما هو سياسي، وما هو غير سياسي. فحالة مثال تركيا اليوم وقبله عدة أمثلة في أميركا اللاتينية، تؤكد صعوبة أن تتلاعب أميركا بالدول كما السابق.
من حسنات الديمقراطية واحترام رأي الشعوب، أنها تعزز استقلال الدول، في منتصف العام 2013 اجتمع رؤساء خمس دول لاتينية في مونتيفيدو، عاصمة الأوروجواي، موجهين رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية منع دول أوروبية طائرة رئيس بوليفيا إيفو موراليس من المرور، بعد اشتباه أنها تقل إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق الذي كشف فضيحة تجسس أميركا على العالم، قال أحد هؤلاء القادة: إن على أوروبا أن تعرف من هو التابع الآن (في إشارة إلى تبعية أوروبا لأميركا)، كما أصدر القادة بياناً، ذكروا فيه أن أميركا تتجسس على العالم، ليس بهدف ملاحقة الإرهاب، وإنما لمعرفة المخططات المالية والعلمية للدول.
إن التخوف في تركيا اليوم من وجود انقلاب آخر مبرر، فأميركا بعد انقلابات فاشلة، أعادت الكرة في زمن قصير، كما حدث سابقا في تركيا نفسها، والإكوادور، وبوليفيا. لكن محاولات أميركا ضد إرادة الشعوب تقل حظوظها اليوم، قبل أردوغان الآن كانت هناك محاولات أميركية ضد الرئيس مادورو في فنزويلا لكنها بقيت معزولة وضعيفة، واليوم يشكل مادورو مع نظيريه البوليفي إيفو موراليس، والإكوادوري رافائيل كوريا، تحالفاً جريئا في وجه هيمنة الولايات المتحدة، وبقية الدول اللاتينية داعمة أكيدة لهم.
يؤكد الروائي الأوروجوياني الرائع إدوارد غاليانو، في كتابه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة»، أن أميركا اللاتينية منذ تم اكتشافها قبل خمسمائة عام، كانت قد تخصصت في أن تخسر فقط! كانت خاضعة وتخسر كل ما لديها لجيب المستعمر، فقط حين أتت الديمقراطية قبل فترة قصيرة، تعافت هذه الدول. ولا يتعلق الأمر بالثروة فقط، بل بالكرامة أيضاً، يشير كاتب يدعى جريغ جراندين، إلى غياب منطقة واحدة في العالم من قائمة العار، قائمة البقع السوداء (وتعني الدول التي فيها سجون سرية وتسلم المختطفين للمخابرات الأميركية)، وهذه المنطقة هي أميركا اللاتينية، لأنها مستقلة ولم تعد تخضع. لا شيء مثل الديمقراطية يعزز استقلال الشعوب، ولا شيء مثل الانقلاب والخضوع للعسكر، يجدد التبعية والخضوع.;