أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

حول زفة التعاطف الدولي مع انقلابيي تركيا

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 25-07-2016


حتى بوتن الذي طارد معارضيه في أقاصي الأرض، وقتل بعضهم بالسم، بينما نكل بهم في الداخل، لم يتخلف عن الزفة التي تابعناها ضد الإجراءات التي اتخذت بحق الانقلابيين في تركيا. سبقه إلى ذلك جحافل من كل أصقاع الأرض. من أميركا إلى أوروبا (الاتحاد، ودول بمفردها)، وحتى إيران التي نسيت على ما يبدو ما فعلته بالمعارضين عشية انتخابات 2009، ولا بالمعتقلين الذين تزدحم بهم سجونها، ولا بكونها واحدة من أكثر الدول تنفيذا لحكم الإعدام، ولأسباب واهية حين يتعلق الأمر بمعارضين سياسيين، بخاصة من العرب الأحواز أو أهل السنّة.
لعل الأكثر إثارة للازدراء في الزفة المذكورة، هو تهديد بعض الأوروبيين لتركيا بأنها لن تدخل الاتحاد الأوروبي إذا أقرّت حكم الإعدام، كأنهم يفكرون أصلا في ضمّها، فيما يعلم الجميع أن الأمر لا يعدو مسلسلا هزيلا لن يفضي إلى شيء. وقد قال كاميرون قبل أسابيع إن تركيا ستدخل الاتحاد عام 3000!!
لم يتوقف الأمر عند التصريحات، فقد تجندت وسائل الإعلام الغربية في الزفة، وراحت تنشر القصص حول ما يتعرض له الانقلابيون من قمع، ووصل الحال ببعضها حد فبركة صور وفيديوهات، وكان مثيرا أن يتصدر الإعلام الإيراني والمصري الزفة، وقبله الإعلام الغربي، وإن كان الأخير أكثر رصانة بطبيعة الحال.
لم يلتفت كل أولئك لمئات القتلى والجرحى الذين سقطوا برصاص منفذي الانقلاب، ولا لحقيقة أنهم كانوا ينقلبون على حكومة منتخبة، وبسيف القوة، وأنهم كانوا ينوون قتل الرئيس التركي نفسه، حيث كان ذلك جزءا من مخططهم، ولا نريد أن ندخل في المقارنات التي تفضح ازدواجية معايير القوم، مقارنة بما جرى في مصر، وحين تعرض المعارضون لحملة سحق غير مسبوقة، وحيث يقبع أكثر من خمسين ألفا منهم في السجون الآن.
هناك ما تقوله هذه الزفة لمن أراد أن يقرأ ما بين سطورها، بل إن الأمر واضح كل الوضوح لمن أراد الإنصاف. ما تقوله هو أن أغلب دول العالم كانت تتمنى نجاح الانقلاب، بما فيها أنظمة الثورة المضادة وإيران، فضلا عن الكيان الصهيوني؛ صاحب التأثير الأكبر في مواقف أميركا والغرب عموما من ملفات الشرق الأوسط.
هم بطبيعة الحال لا ينقمون من أردوغان دكتاتوريته، ففي هذا الفضاء الشرق أوسطي الكثير من الدكتاتورية والقمع الذي لا يجدون بأسا في التعامل معه، بل مديح حكمته في بعض الأحيان، بل ينقمون منه المواقف، ومع أننا كتبنا سابقا نقدا رآه البعض قاسيا بحق الرجل، بسبب مواقفه غير المدروسة في السنوات الأخيرة، إلا أن دكتاتوريته شيء آخر، فمن يعرض نفسه على الناس من خلال انتخابات نزيهة، ويشكو معارضيه للقضاء، لا يمكن أن يوصف بأنه دكتاتور، ولا قيمة هنا لاستعادة هتلر كزعيم منتخب، لأنه مثال بائس لا يمكن أن يكون منطقيا هنا.
حين يبقى الخطر قائما، فمن الطبيعي أن تكثر الاعتقالات، وقد ينطوي ذلك على بعض الظلم، مع رفضنا لاستهداف مؤيدي الانقلاب بمجرد الموقف دون مشاركة بفعل أو تحريض، لكن المرحلة بعد تجاوز خطر تجدد الانقلاب شيء آخر، ونحن مع أن تكون الحكمة هي العنوان الأهم في التعاطي مع الموقف، ولا بد من سياسة العفو عمن يستحقونه، لأن العفو في حالات كهذه ليس موقفا أخلاقيا فقط، بل قد يكون حكمة سياسية أيضا.
هي حملة رخيصة على كل حال تريد التنغيص على انتصار كبير حققه الشعب التركي في مواجهة لصوص أرادوا السطو على قراره السياسي.