أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

حول زفة التعاطف الدولي مع انقلابيي تركيا

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 25-07-2016


حتى بوتن الذي طارد معارضيه في أقاصي الأرض، وقتل بعضهم بالسم، بينما نكل بهم في الداخل، لم يتخلف عن الزفة التي تابعناها ضد الإجراءات التي اتخذت بحق الانقلابيين في تركيا. سبقه إلى ذلك جحافل من كل أصقاع الأرض. من أميركا إلى أوروبا (الاتحاد، ودول بمفردها)، وحتى إيران التي نسيت على ما يبدو ما فعلته بالمعارضين عشية انتخابات 2009، ولا بالمعتقلين الذين تزدحم بهم سجونها، ولا بكونها واحدة من أكثر الدول تنفيذا لحكم الإعدام، ولأسباب واهية حين يتعلق الأمر بمعارضين سياسيين، بخاصة من العرب الأحواز أو أهل السنّة.
لعل الأكثر إثارة للازدراء في الزفة المذكورة، هو تهديد بعض الأوروبيين لتركيا بأنها لن تدخل الاتحاد الأوروبي إذا أقرّت حكم الإعدام، كأنهم يفكرون أصلا في ضمّها، فيما يعلم الجميع أن الأمر لا يعدو مسلسلا هزيلا لن يفضي إلى شيء. وقد قال كاميرون قبل أسابيع إن تركيا ستدخل الاتحاد عام 3000!!
لم يتوقف الأمر عند التصريحات، فقد تجندت وسائل الإعلام الغربية في الزفة، وراحت تنشر القصص حول ما يتعرض له الانقلابيون من قمع، ووصل الحال ببعضها حد فبركة صور وفيديوهات، وكان مثيرا أن يتصدر الإعلام الإيراني والمصري الزفة، وقبله الإعلام الغربي، وإن كان الأخير أكثر رصانة بطبيعة الحال.
لم يلتفت كل أولئك لمئات القتلى والجرحى الذين سقطوا برصاص منفذي الانقلاب، ولا لحقيقة أنهم كانوا ينقلبون على حكومة منتخبة، وبسيف القوة، وأنهم كانوا ينوون قتل الرئيس التركي نفسه، حيث كان ذلك جزءا من مخططهم، ولا نريد أن ندخل في المقارنات التي تفضح ازدواجية معايير القوم، مقارنة بما جرى في مصر، وحين تعرض المعارضون لحملة سحق غير مسبوقة، وحيث يقبع أكثر من خمسين ألفا منهم في السجون الآن.
هناك ما تقوله هذه الزفة لمن أراد أن يقرأ ما بين سطورها، بل إن الأمر واضح كل الوضوح لمن أراد الإنصاف. ما تقوله هو أن أغلب دول العالم كانت تتمنى نجاح الانقلاب، بما فيها أنظمة الثورة المضادة وإيران، فضلا عن الكيان الصهيوني؛ صاحب التأثير الأكبر في مواقف أميركا والغرب عموما من ملفات الشرق الأوسط.
هم بطبيعة الحال لا ينقمون من أردوغان دكتاتوريته، ففي هذا الفضاء الشرق أوسطي الكثير من الدكتاتورية والقمع الذي لا يجدون بأسا في التعامل معه، بل مديح حكمته في بعض الأحيان، بل ينقمون منه المواقف، ومع أننا كتبنا سابقا نقدا رآه البعض قاسيا بحق الرجل، بسبب مواقفه غير المدروسة في السنوات الأخيرة، إلا أن دكتاتوريته شيء آخر، فمن يعرض نفسه على الناس من خلال انتخابات نزيهة، ويشكو معارضيه للقضاء، لا يمكن أن يوصف بأنه دكتاتور، ولا قيمة هنا لاستعادة هتلر كزعيم منتخب، لأنه مثال بائس لا يمكن أن يكون منطقيا هنا.
حين يبقى الخطر قائما، فمن الطبيعي أن تكثر الاعتقالات، وقد ينطوي ذلك على بعض الظلم، مع رفضنا لاستهداف مؤيدي الانقلاب بمجرد الموقف دون مشاركة بفعل أو تحريض، لكن المرحلة بعد تجاوز خطر تجدد الانقلاب شيء آخر، ونحن مع أن تكون الحكمة هي العنوان الأهم في التعاطي مع الموقف، ولا بد من سياسة العفو عمن يستحقونه، لأن العفو في حالات كهذه ليس موقفا أخلاقيا فقط، بل قد يكون حكمة سياسية أيضا.
هي حملة رخيصة على كل حال تريد التنغيص على انتصار كبير حققه الشعب التركي في مواجهة لصوص أرادوا السطو على قراره السياسي.