أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

انهزم الانقلاب...بالحب!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 20-07-2016


«هذه هي المرة الأولى التي تُجبر فيها قوة مدنية الجيش على التراجع عن تدخل عنيف...بعض الناس الذين رأيناهم في الشوارع يفعلون كل ما يطلبه أردوغان منهم. لقد حوّل الناخبين إلى تابعين مناضلين. سيكون تطوراً إيجابياً لو استخدمتهم الحكومة لتعزير الديموقراطية....». هكذا أبلغ ليفينت غولتيكين، كاتب تركي معارض، صحيفة الغارديان التي ساقت هذا التصريح ضمن تقرير عنوانه: «الأتراك الشجعان وقفوا من أجل الديموقراطية، لكن ليس بالضرورة من أجل أردوغان». تأطير الغارديان لا ينفي حقيقة مؤدّاها أن المنتصر الحقيقي في محاولة الانقلاب الفاشلة مساء الجمعة الماضي هو الرئيس أردوغان والإنجازات التاريخية التي حققها حزب العدالة والتنمية عبر ما يقرب من عقدين.
لقد بذل الانقلابيون جهوداً كبيرة لإنجاح انقلابهم، لكن التاريخ لم يكن في صفّهم. كان «كتاب الإرشادات» الذي استلهموا منه دليل الانقلاب عتيقاً، أكل عليه الدهر وشرب. تركيا بالأمس غير تركيا اليوم. في الانقلابات الثلاث الماضية (1960، 1971، 1980) كان الجيش هو القوة المهيمنة صاحبة النفوذ في البلاد، وكان يحتكر القضاء ووسائط «الإعلام» بينما لم تكن هناك إنترنت، ولا قنوات تلفزيونية أهلية، ولا وسائط اجتماعية، ولا هواتف محمولة. في الانقلابات العسكرية التقليدية لم يكن الجيش يحتاج إلى أكثر من السيطرة على التلفزيون الرسمي ليعلن البيان الأول، وينتهي كل شيء. لكن الفرق هذه المرة أن الانقلابيين لم يكن بوسعهم إسكات ما يزيد على 200 قناة تلفزيونية مدنيّة ازدهرت في أجواء من الديموقراطية والاستقرار، منها نسبة كبيرة من القنوات التابعة لحزب العدالة والتنمية أنشأها إيماناً منه بأهمية معارك المعلومات وكسب الرضا الجماهيري. من أهم أسباب فشل الانقلاب أن الحكم العسكري مكروه في تركيا، وما تزال تجربة انقلاب أيلول 1980 الوحشية الدامية ماثلة في أذهان الملايين من الشعب التركي. العامل الحاسم الآخر هو ثقافة المواطنة التي عمّقها حزب العدالة والتنمية والتي جعلت الأتراك يشعرون بالتشارك ووحدة المصير، ومن دلالات ذلك أن معظم الأحزاب السياسية رفضت الانقلاب، وأن أكثر من نصف القنوات التلفزيونية غير التابعة للحزب الحاكم انحازت إلى الإرادة الشعبية بعيداً عن الولاء الحزبي. المعلّق محمد زاهد غول أبلغني أن المواطنين الأتراك ما زالوا بعد خمسة أيام من محاولة الانقلاب يحتشدون في الساحات العامة والميادين عبر المدن التركية مردّدين أغنيات وطنية، منها أغنية لأردوغان انتشرت في انتخابات 2014، مشيراً إلى أن علمانيين يتغنّون بها في مشهد فريد من الوحدة عبر الطيف السياسي التركي.
كانت ساعات الانقلاب الفاشل دراماتيكية، حبس خلالها الملايين حول العالم أنفاسهم. اتجهت الأنظار إلى الرئيس أردوغان الذي أشاعت دعاية مؤيدة للانقلاب أنه طلب اللجوء إلى ألمانيا، بينما روّجت دعاية أخرى أنه اتّجه إلى قطر. لكن لم يصدّق أحد أن هذا القائد التاريخي يمكن أن يتخلى عن قيادة سفينة بلاده والأمواج تعصف بها. في فندق مارماريس ظهر أردوغان عبر تطبيق «فيس تايم» في جهاز آي فون على قناة سي أن أن تورك ليدعو الشعب إلى النزول إلى الشوارع لحماية الشرعية. قصف الانقلابيون الفندق ولكن بعد أن غادره الرئيس بنصف ساعة مستقلاً بشجاعة طائرة إلى إسطنبول رغم معرفته بأن طائرات إف 16 تسيطر على الأجواء، وأن مطار أتاتورك مغلق. عقد في المطار مؤتمراً صحافياً تحدى فيه رواية الانقلابيين وتوعّد بمحاسبتهم وجدّد دعوته الشعب إلى المقاومة.
استجابت تركيا كلها لنداء الرئيس. جلجلت مآذن الجوامع بالتكبير قبل ساعات من طلوع الفجر. اعترض المواطنون الدبابات بأجسادهم. إلنور سيفيك، أحد كبار مستشاري أردوغان، قال إن الشعب هو الذي استعاد السيطرة على مطار أتاتورك من الجيش، وهو الذي استعاد السيطرة على الإذاعة والتلفزيون الحكوميّيْن من الجيش. خسر الانقلاب، وأدرك منفّذوه أنهم خارج الزمن. كان الشعب وفياً لقيادة أخلصت له، محبّاً لرئيس لم يفرّط في حقوقه. انهزم الانقلاب بالحب.;