صنّف معهد الموارد العالمية الدول التي سوف تعاني من نقص حاد في المياه بحلول عام 2040، وجاءت دول الخليج الست من بين أكثر عشر دول يُتوقع لها أن تعاني من شح المياه، حيث تشهد زيادة سكانية، وشُحاً في الأمطار، وارتفاعاً في درجات الحرارة ممّا يؤدي إلى تبخر المياه الجوفية، ومن ثم تقل مصادر المياه في المنطقة.
وتعتمد دول الخليج العربي على 3 مصادر أساسية للمياه؛ هي المياه الجوفية، ومياه البحر المحلاة، والمياه المعاد تدويرها التي يتم الحصول عليها من معالجة مياه الصرف الصحي، وتُستخدم للأغراض الزراعية إلى جانب توليد الطاقة.
وتشمل موارد المياه السطحية الأمطار، وهي المصدر الرئيسي لتجديد أحواض المياه الجوفية، إلا أن 85% من هذه الأحواض يوجد في مناطق قاحلة ومياهها مالحة للغاية؛ ممّا يعوق استخدامها في أغراض الزراعة.
وتشير بيانات صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للأغذية، إلى أن المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة في البحرين والكويت وقطر والسعودية، في حين أن المياه السطحية هي المصدر السائد للمياه العذبة في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وزاد الطلب على المياه في منطقة الخليج بنسبة 140% على مدار العقد الماضي، في حين تستهلك الزراعة 85% من المياه في منطقة الخليج.
ووفقاً لمحللي شركة "فروست أند سوليفان" للاستشارات وأبحاث السوق، فإن دول الخليج تستهلك 26.5 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وهي نسبة تبلغ ثلاثة أضعاف ونصفاً من إمدادات المياه الجوفية.
لذلك تلعب عملية تحلية المياه دوراً هاماً لإمداد منطقة الخليج العربي بما تحتاجه من مياه صالحة للشرب، وتلبية الطلب على المياه في باقي القطاعات، إذ تنتج دول الخليج وحدها 60% من المياه المحلاة في العالم.
وتتصدر المملكة السعودية دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بإنتاج تجاوز ملياراً وستة ملايين متر مكعب من المياه سنوياً، بنسبة 18% من الإنتاج العالمي، وتمتلك المملكة محطة "رأس الخير" التي بلغت تكلفتها أكثر من 27 مليار ريال، وهي أكبر محطة تحلية مياه في العالم، وبحسب منظمة المياه العالمية تنفق الإمارات نحو 800 مليون دولار سنوياً لبناء محطات مياه التحلية وتشغيلها وإصلاحها.
كما تشير بعض التقديرات إلى أن إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي في استثمارات دول الخليج في مشاريع المياه والتحلية، بين عامي 2012 و2022، سيبلغ أكثر من 300 مليار دولار.
ووفقاً لمنظمة اليونسكو، من المتوقع أن تشيد الدول العربية عشرات محطات التحلية التي تعمل بالطاقة النووية على مدار الأعوام العشرين القادمة، ومن المتوقع أن تُشيد السعودية وحدها 16 محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة النووية بحلول عام 2030.