بحث وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مع نظيره الأمريكي، جون كيري، إعادة زعيم منظمة "فتح الله غولن" المتهم بتدبير الانقلاب الذي وقع ليلة الجمعة السبت، وهدف لقلب الحكم الديمقراطي.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية أن جاويش أوغلو وكيري تناولا في اتصال هاتفي، مساء السبت، مسألة الإجراءات القانونية لإعادة فتح الله غولن، والعوائق أمام تلك الإجراءات، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.
إلى ذلك نظم مئات من الأتراك المغتربين مظاهرة أمام مزرعة "فتح الله غولن"، الذي تتهمه أنقرة بزعامة تنظيم "الكيان الموازي"، التي تضم منزله في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وتجمع مئات من أعضاء منظمة المجتمع التركي الأمريكي (غير حكومية)، القادمين من ولايات نيويورك، ونيوجيرسي، وماريلاند، والعاصمة واشنطن، وعديد من المدن الأمريكية، يوم السبت، أمام مزرعة غولن في بلدة سايلورسبورغ حاملين الأعلام التركية، وصور الرئيس رجب طيب أردوغان.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بغولن، مطالبين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بإعادته إلى تركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة الأمريكية أمام المزرعة.
وكان الرئيس التركي قد طالب في خطاب جماهيري، السبت (16|7)، في أول ظهور له بعد فشل المحاولة الانقلابية، واشنطن، بإعادة غولن الذي تتهمه أنقرة بتزعم "الكيان الموازي"، وتدبير محاولة انقلاب تخللها قصف لمجلس النواب، وتسليمه للسلطات التركية.
وأبلغ كيري نظيره التركي، أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل تضر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان، "إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها في هذه المؤامرة".
وأضاف ان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق، ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة "كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا" على حد زعمه.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" المصنفة في تركيا كمنظمة إرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه مجلس النواب ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب؛ ممّا ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.