بعد أيام من الغموض والجدل الذي أثارته تصريحات رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، حول ضرورة إعادة العلاقات مع سوريا إلى وضعها الطبيعي، أماط يلديريم اللثام عن شروط إعادة تلك العلاقة.
يلديريم شدد في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" أن تغيّر السياسة التركية تجاه سوريا منوط برحيل بشار الأسد نفسه، مشيراً إلى أن "التغيير -بلا شك- يعتمد على الأسد بشكل أساسي".
وأضاف: "ما لم يرحل بشار الأسد فإن شيئاً لن يتغيّر في السياسة التركية وتوجهات الجمهورية تجاه سوريا، فهو المسؤول بالمساهمة في خلق ظروف مواتية لظهور المنظمات الإرهابية، ومن ضمنها تنظيم داعش الإرهابي، الذي استحوذ على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا".
وأكد يلديريم أن "أوان التغيير في سوريا قد آن، بعد أن فقد أكثر من نصف مليون شخص بريء حياتهم، ونزح نحو 9 ملايين آخرين من البلاد".
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه "طالما بقي الأسد موجوداً في السلطة، فلن يكون هناك حل للأزمة السورية، وسوف نشهد ظهور تنظيمات إرهابية أخرى؛ بسبب ممارسات النظام السوري".
وكان رئيس الوزراء التركي قد أثار جدلاً واسعاً بعد أن كثرت تصريحاته خلال الأيام الماضية حول ضرورة إعادة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها؛ من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب، وأنه لا توجد أسباب كثيرة لقطع تلك العلاقات.
وتتجه تركيا نحو سياسية "صفر مشاكل" ونبذ الخلافات مع الجيران، بعد سلسلة من الهجمات الدامية التي استهدفت أراضيها، وتصاعد الإرهاب على الحدود مع سوريا.
ومنذ تولي بن علي يلديريم مقاليد رئاسة الحكومة في مايو الماضي، عملت حكومته على إعادة تطبيع العلاقات مع كل من روسيا وإسرائيل، كما أكد في أكثر من مناسبة ضرورة إعادة العلاقات مع سوريا ومصر إلى مستواها الطبيعي، موضحاً أنه "لا يمكن البقاء في حال عداء دائم مع هذه الدول المحيطة بالبحر الأسود، والبحر الأبيض المتوسط".
وسبب تصريحات تركية متتالية خلال الأيام القليلة تشويشا بالموقف التركي الذي رأى فيه البعض تراجعا تركيا عن موقفها من دعم الثورة السورية على حساب سياسة تصفير المشاكل.