أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

الحياة خارج صندوق الاعتبارات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-07-2016


الإبداع هو أعلى درجات القلق الوجودي، وكصفة هو نزوع مسيطر للتعبير عن الذات، كامن في وجدان المبدع لا يغادره أبداً، يكشف عن نفسه في حالة تجلٍّ لها علاقة بظرف أو مشهد يستفز في المبدع شيئاً ما يدفعه ليكتب أو يرسم، لذلك فلا بد أن يكون المبدع متحرراً من الارتباطات والانتماءات الوظيفية، حيث لا إبداع دون حرية.

الثابت أنه لا علاقة مؤكدة بين الإبداع (في الكتابة والرسم والموسيقى) وبين الفقر أو الغنى، أو بينه وبين شكل وطبيعة النظام السياسي، نعم هناك علاقة مؤكدة بين الإبداع والحرية، والدراسة والموهبة، لكن جينة الإبداع تولد مع الإنسان وتشق طريقها داخله سواء كان فقيراً أو غنياً، رجلاً أو امرأة.

كان ليو تولستوي سليل أسرة روسية إقطاعية من طراز رفيع، والده كونت ثري جداً، وأمه أميرة روسية، هذا الثري المرفّه الذي عاصر نهايات دولة القياصرة في القرن التاسع عشر اعتبر حتى اليوم واحداً من عباقرة فن الرواية على مستوى العالم، حتى إن رواياته المعروفة (أنا كارنينا /الحرب والسلام) لا تزال تطبع وتوزع إلى يومنا هذا.

أما (تشارلز ديكينز) الذي يصنّف أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري بإجماع النقاد، فقد ولد وأمضى طفولة بائسة بسبب سجن والده والعدد الكبير لعائلته، الأمر الذي جعله يترك المدرسة باكراً، ويلتحق بوظيفة حقيرة لتوفير شيء من المال لإعالة أسرته، ديكنز مبدع حقيقي ما زالت دُور النشر تواصل طباعة رواياته الشهيرة (أوليفر تويست / قصة مدينتين / ديفيد كوبرفيلد)!

ومثل الأدب هناك رسامون مبدعون تعتبر أعمالهم الأشهر والأغلى سعراً اليوم، مع ذلك فقد عاشوا حياة بائسة محاطة بالكثير من الألغاز وعلامات الاستفهام أحياناً، أو عاشوا مصابين بأمراض لا شفاء منها، كفنان عصر النهضة الشهير (ليوناردو دافنشي) الذي يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية، هذا الفنان لم يكن سوى طفل غير شرعي ظل يعاني حالة قلق وعدم رضا عن أعماله برغم عظمتها، أما الهولندي (فنسنت فان جوخ) صاحب اللوحات الأغلى في العالم، فقد كان مصاباً بالصرع ومات به، ومثله كان الروائي الأميركي الشهير أرنست هيمنجواي الذي تخلص من اكتئابه الملازم بطلقة مفاجئة من بندقية صيد كانت تلازمه دوماً!

يولد المبدع مشحوناً بملكة إبداعه أياً كانت، ويؤمن في وقت مبكر بأنه ولد منذوراً لهذا الطريق، فيعيش هاجس إبداعه ويتعامل معه بكل عذاباته وآلامه وتشظيات روحه، يعيش ليكتب كما فعل (جارسيا ماركيز)، أو ليرسم كما جوخ ودافنشي، أو ليكتب أروع السمفونيات، حتى لو اضطر إلى بيعها ليعيش، كما فعل العبقري النمساوي (موزارت)، حينما ذهب إلى فرنسا باحثاً عن فرص أخرى للشهرة والمجد!