حملة إعلامية لمؤيدي طهران للدفع بطرد السفير السعودي في بغداد
للسفير مواقف متقدمة ضد طهران
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
26-06-2016
يواجه السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان حملة إعلامية في العراق، يبدو أن الهدف منها الضغط على رئيس الحكومة حيدر العبادي للطلب من الرياض ابعاد سفيرها.
وبالفعل لوحت بغداد إلى ذلك حين هددت الحكومة العراقية، من خلال بيان صادر عن وزارة الخارجية، باتخاذ إجراءات دبلوماسية بحق السفير السعودي في بغداد، مدعية أن السفير «يخالف الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بتعامل السفراء مع وسائل الإعلام وإطلاق التصريحات للرأي العام».
وقال أحمد جمال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، في بيان نشره الموقع الرسمي للخارجية الجمعة: «لن نسمح لأي سفير بتأجيج خطاب الطائفية ونقل خصومة بلاده مع بلدان أخرى».
وأضاف «سبق وأن قامت وزارة الخارجية باستدعاء سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة لدى بغداد، وأبلغته بأهمية أن يكون السفير خاضعاً للأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بتعامل السفراء مع وسائل الإعلام».
وأضاف المسؤول في الحكومة العراقية أن «وزارة الخارجية ستقوم باتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لذلك وفق اتفاقية فيينا للعلاقات الثنائية»، على حد تعبيره.
وكان وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، قد انتقد التصريحات التي أدلى بها سفير المملكة العربية السعودية في العراق معتبرا اياها «تدخلا صارخا في الشأن العراقي».
ونقل تلفزيون «العراقية» الرسمي تصريحات الجعفري الصحافية التي قال فيها: «تحركات السفير السعودي تمثل تدخلا صارخا في شؤوننا الداخلية.. وما يقوم به السبهان لا علاقة له بدوره كسفير.. نحن لا نميل للتهديد بقطع العلاقات، وإنما أبلغنا السفير بشكل رسمي بهذه التفاصيل».
وتؤكد هذه التصريحات حجم النفوذ الإيراني عند الحكومة العراقية، حيث في الوقت الذي أصبح فيه رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني شبه مقيم في العراق يقود قوات الحشد الشعبي الشيعية، تسعى إيران إلى ابعاد أي وجود سعودي في العراق حتى ولو كان على مستوى سفارة.
وترى مصادر خليجية ان إيران تريد ان يصبح العراق ساحة مواجهة مع السعودية من خلال استهداف السنة هناك بحجة محاربة تنظيم «الدولة». ولا تريد أي نوع من الاتصالات العراقية مع الرياض. ويلاحظ في هذا الصدد كيف ثارت الحملة على رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بعد زيارته للعاصمة السعودية قبل نحو شهرين.
وقد وصلت هذه الحملة ذروتها إلى حد قيام النواب الشيعة في البرلمان باعتصام طالبوا فيه بعزل سليم الجبوري.
وبدأت الحملة التي يبدو أن وراءها إيران – كما تقول مصادر سعودية – بانتقادات منظمة للسفير السعودي لدى العراق، بعد تصاعد نشاط السفارة في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية، وتسعى الحملة أيضا للمس بدور الرياض وموقفها من جارها العراق، خاصة في ضوء الدور الملموس الذي تلعبه السفارة في تنسيق الأعمال الإغاثية في العراق.
وتخشى السفارة السعودية في العراق أن يتم تحويل هذه الحملة إلى أعمال عنف ناجمة عن التحريض، تنفذها جماعات متطرفة.
وفي وقت سابق أكد السبهان، أن السفارة السعودية في بغداد يتم استهدافها بحملة إعلامية.
جاء هذا على خلفية هجوم وسائل إعلام وأحزاب وشخصيات سياسية عراقية مقربة من إيران، على السفارة السعودية في بغداد. وسط معلومات تؤكد أن خلية إعلام الأزمة التي يرأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هي من تقود الحملة.
وتعمل لصالح تلك الخلية مئات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن محطات فضائية عراقية وعربية، من أبرزها قناة «العراقية» الحكومية، و»العهد» و»آفاق» و»المنار» و»فدك» و»الأنوار» و»العالم» الإيرانية.
وفيما تواجه إيران اتهامات بالسعي إلى تغيير ديموغرافي في العراق، على أساس طائفي، تبذل سفارة السعودية لدى بغداد جهودا مناقضة، حيث أطلقت تحذيرات في الفترة الماضية، من تواجد قادة إيرانيين قرب الفلوجة المحاصرة (في إشارة إلى قاسم سليماني ) ما من شأنه تعميق الخصومة والفرقة بين مكونات الشعب العراقي، في ظل الاحتقان الطائفي الذي تعيشه البلاد أصلاً.
ومن جهته نفى وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة تعرض سفارة بلاده للحصار في بغداد من جانب مليشيات شيعية وذلك بعد أنباء زعمت ذلك مصدرها إعلام إيران ومليشياتها.