اجتمع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم لنحو ساعة، تبادل خلالها الأمين العام ونائب الأمير ولي العهد وجهات النظر حول عدد كبير من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الصراع في سوريا، والأوضاع في ليبيا، ولبنان واليمن وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
وقد شكر الأمين العام السعودية على دعمها القوي سياسياً ومالياً للعديد من الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والعمل الإنساني.
وحول الوضع في سوريا قال الأمين العام إنه يتطلع الى المملكة العربية السعودية لتشجيع جميع الأطراف لدعم جهود وقف إطلاق النار على الأرض والانخراط بشكل إيجابي مع المبعوث الخاص لسوريا. وأكد أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لعملية السلام السورية.
وأعرب الأمين العام أيضاً عن قلقه إزاء تأثير الصراع السوري على لبنان. وفي هذا الصدد، سلط الضوء على ضرورة حل قضية شغور منصب الرئيس، والتي طال أمدها، ودعا إلى أقصى قدر من الدعم للحكومة اللبنانية.
فيما يخص ليبيا، قال الأمين العام إنه من المشجع أن مجلس الرئاسة قد استقر في طرابلس، لكن من المهم أيضاً بالنسبة لجميع الدول الأعضاء المساعدة على ضمان ضمّ الجنرال حفتر وحدات جيشه في قيادة موحدة تحت إشراف مجلس الرئاسة الليبي.
وفيما يتعلق بعملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، أبلغ الأمين العام الأمير ولي ولي العهد أن تقرير اللجنة الرباعية سيصدر قريباً، وأنه يأمل في تشكيل إجماع دولي حول كيفية الحفاظ على العملية السياسية والدفع نحو حل الدولتين.
وتطرق الأمين العام لبحث موضوع اليمن، فشكر الأمين العام المملكة العربية السعودية لدعم العمل السياسي الذي يقوده مبعوثه الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشدد على ضرورة العمل لإنهاء الصراع.
وفيما يتعلق بمسألة حماية الأطفال والمدنيين في النزاع المسلح في اليمن، ناقش الأمين العام وولي ولي العهد وضع تدابير ملموسة من شأنها تحسين الوضع على الأرض.
كما أعرب الأمين العام عن أمله أنه بحلول الوقت الذي سيعرض فيه التقرير حول الأطفال والصراعات المسلحة إلى مجلس الأمن في شهر آب/ أغسطس القادم يكون قد حدث تقدّم بشأن حماية الأطفال والمدنيين في اليمن.
وقال الأمين العام إنه لا يزال مفتوحاً لتلقي أي عناصر جديدة من المملكة العربية السعودية حول التقرير وأنه يتطلع لإجراء مناقشات حول هذه المسألة ستعقد في وقت قريب.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر داخلية بالأمانة العامة، أن الأمير محمد قد وعد الأمين العام بإرسال وفد من الخبراء للقاء المسؤولين في الأمانة العامة الذين أصدروا التقرير الأخير حول “الأطفال والصراعات المسلحة”، بمن فيهم السيدة ليلي زروقي، الممثل الخاص للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة، والتي حضرت الاجتماع الذي جمع بين الأمير والأمين العام.
وكانت السعودية قد وجهت دعوة لوفد من الأمانة العامة لزيارة المملكة لبحث التقرير، وتوضيح الموقف السعودي من مسألة وضع اسم التحالف بقيادة السعودية على “قائمة العار”، لكن الأمانة العامة فضّلت أن يأتي الوفد إلى المقرّ الدائم للقاء المسؤولين هنا وتقديم الوثائق والمعلومات التي وعدت السعودية بوضعها تحت تصرف الأمانة العامة.