رغم اعتراض المجموعة العربية التي تحدّثَ باسمها الممثل الدائم لليمن، خالد اليماني، والمجموعة الإسلامية التي تحدّثَ باسمها الممثل الدائم للكويت، منصور العتيبي، انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل لترأس اللجنة السادسة، وهي اللجنة القانونية، ومن أهم اللجان الستْة التابعة للجمعية العامة. وقد تقدّمت مجموعة دول أوروبا الغربية ودول أخرى بترشيح إسرائيل لهذا المنصب، لأول مرة في تاريخ المنظمة الدولية.
وقد أعرب السفير الكويتي،بصفته ممثلاً لمجموعة دول التعاون الإسلامي، أمام الجمعية العامة عن اعتراض دول التعاون على هذا الترشيح. وقال “إن هذا الترشيح يتطلب عضواً يمتثل لقرارات الأمم المتحدة وليس عضواً يقوّض مصداقية الأمم المتحدة، ويحول دون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة“. ونوّه كذلك بأن انتخاب إسرائيل، التي تنتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي والمعاهدات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، سيؤثر سلبياً على صورة الأمم المتحدة”.
اقتراع سرّي
وقد حصل المندوب الدائم لإسرائيل، داني دانون، على 109 لصالحه مقابل عشرة أصوات لممثل السويد و4 أصوات لممثلة اليونان و4 أصوات لممثل إيطاليا كما توزّعت أصوات المجموعات المعترضة على العديد من مندوبي دول مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى لحرمان إسرائيل منها.
وغالباً ما يكون هناك إجماع قبل التصويت على رئاسة اللجان الستة، إلا أن اعتراض المجموعتين العربية والإسلامية أجبر الجمعية العامة على إجراء التصويت بالاقتراع السري. وقد امتنع عن التصويت 23 دولة ووجدت 14 ورقة غير قانونية وتم حذفها.
واللجنة السادسة هي اللجنة القانونية التي تنص المادة 13 من ميثاق الأمم المتحدة، تحديدا، على أن تقوم الجمعية العامة بإنشاء لجنة خاصة لتشجيع التقدّم المطّرد للقانون الدولي وتدوينه. وهي اللجنة المفوضة بوضع المعاهدات الجديدة، وتختصّ بتبني تلك المعاهدات والتوصية بها لدى الدول للتوقيع عليها لاحقاً والمصادقة عليها والانضمام إليها. ورغم أن مفاوضات صناعة القوانين الدولية تحدث داخل العديد من الهيئات المتخصصة في الأمم المتحدة، حسب طبيعة مادة القانون الحقيقية، يتم عقد المفاوضات المتعلقة بالقانون الدولي العام دائماً داخل اللجنة السادسة.
احتفاء إسرائيلي
وقد أصدر السفير الإسرائيلي دانون بياناً بهذه المناسبة، اعتبر أن انتخاب إسرائيل للجنة دائمة من لجان الأمم المتحدة "حدث تاريخي بكل المقاييس منذ انضمّت إسرائيل لعضوية الأمم المتحدة عام 1949". وأضاف “إنني فخور أن أكون أول سفير لإسرائيل ينتخب لهذا المنصب الرفيع لأن إسرائيل تتمتّع بدور قيادي في القانون الدولي ومحاربة الإرهاب”، على حد زعمه.
وقد خلتْ رسالة دانون من أي انتقاد للمجموعة العربية. وقالت صحيفة “القدس العربي” التي نشرت التقرير إنها هلمت من مصادر دبلوماسية أن أربع دول عربية، على الأقل، صوّتت لصالح المندوب الإسرائيلي.
ولم تكشف المصادر من هي هذه الدول التي صوتت لصالح الكيان الإسرائيلي. ولكن في نوفمبر الماضي صوتت القاهرة وأبوظبي ومسقط وغيرها من الدول لصالح انضمام تل أبيب لعضوية كاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، رغم محاولة أبوظبي والقاهرة إنكار ذلك لولا أن الأمم المتحدة ومتابعين عرضوا نتائج التصويت الذي لم يكن سريا.