أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

عن السياسات الاستعمارية الإيرانية

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 14-06-2016


تعبّر السياسات الإيرانية اليوم تجاه المنطقة العربية عن أسوأ أوجه الطموح الإيراني الاستعماري، وهو طموح يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الفرس منذ نشأة الإمبراطورية الفارسية وحتى اليوم. يستطيع المتابع لتصريحات المسؤولين الإيرانيين أن يلمس فخراً بما «ينجزوه» من دمار على وقع سيطرتهم على عواصم ودول المنطقة من بغداد إلى دمشق وبيروت وصنعاء، والتأثير الذي يمتلكونه في بلدان أخرى في الخليج العربي والمحيط الإقليمي.
بعض السذّج لا يفكّرون بهذه الطريقة طبعا، وينظرون إلى المصطلحات المستخدمة في وصف السلوك الإيراني اليوم في المنطقة العربية من قبيل «الفرس» أو «الصفويون الجدد» على أنها تعبير مريض، لكنّ الأكيد أن الإيرانيين لا ينظرون إليها بهذا الشكل، فهم فخورون جداً بهذين الانتماءين (القومي والمذهبي) بما في ذلك الملالي أنفسهم، على أنّ المشترك بينهما دوما هو صفة الاستعمار والنزعة إلى الهيمنة والتسلّط.
لطالما كانت هناك مقاومة لهذه النزعة الإيرانيّة عند شعوب ودول المنطقة، لكنّ استخدام النظام الإيراني لورقة «الإسلام» و «المقاومة» منذ العام 1979 كان بمثابة دس السم في العسل، إذ فقدت شعوب المنطقة حينها قدرتها على تمييز هذا المرض الخبيث وتعطّلت دفاعاتها الحيويّة، وفي هذه اللحظة بالتحديد كان التغلغل الإيراني الطائفي والسياسي والمالي والعسكري قد استشرى رغم العقوبات الدوليّة، ثمّ ما لبث أن بلغ أوجه وتحوّل إلى استعمار علني بمباركة أميركية وغربية مع التوصّل إلى الاتفاق النووي، ولم تستفق المنطقة وشعوبها مؤخراً إلا على تفشّي هذا السرطان.
لم تحل إيران في مكان إلا وجلبت معها الدمار والخراب، ومن معالم أسوأ ما في سياساتها الاستعمارية اليوم التغيير الديموغرافي والولاء الطائفي والعبث بالمكونات الاجتماعية والسياسية والأمنية لبعض دول المنطقة وتدمير المراكز الحضرية التي شكّلت على الدوام منذ ظهور الإسلام مصدر الحضارة العربية والإسلامية في دمشق وبغداد. هذه السياسات الاستعمارية الإيرانية تلقى اليوم أكثر من أي وقت مضى اعترافا أميركيا وغربيا بنفوذها وتأثيرها ودعماً لطموحها وأهدافها.
مع الانسحاب الأميركي التدريجي من المنطقة، وبدلا من أن تقوم إدارة أوباما بتشديد العقوبات على إيران وتوحيد الجهود الإقليمية لاحتوائها وردعها ودعم حلفائها لملء الفراغ الذي ستتركه، قامت الإدارة بالعكس تماما، إذ أعطت الاستعمار الإيراني شرعيّة سياسيّة ونقلته إلى مستوى جديد مع إزالة العقوبات وتشريع البرنامج النووي الإيراني والتعاون المباشر وغير المباشر مع الحرس الثوري وميليشياته الطائفية في عدد من البلدان العربية.
لطالما قيل خلال العقدين الماضيين إن هناك تضخيما لقدرات إيران، لكنّ هؤلاء كانوا مخطئين جداً لناحية النتائج التي آلت إليها الأمور اليوم، ومكمن الخطأ أنّهم اعتمدوا في تصوراتهم عن إيران على قياس قوّتها من خلال العناصر التقليدية. من يفكّر اليوم في مواجهة إيران من نفس المنظور التقليدي، عليه ألا يتوقع أن يصل إلى نتيجة حاسمة لصد تمدّدها. هناك حاجة إلى أن نغيّر جذريا نظرتنا إلى إيران كشعوب وحكومات، وأن نبدأ بالعمل من منطلق أنّها دولة مستعمرة أوّلاً وأن نغيّر طرق وأساليب مواجهتنا معها. استخدام الأساليب التقليدية في مواجهة هذا المد الاستعماري الأسود الجديد غير ذي جدوى على المدى الاستراتيجي وآثارها الإيجابية تقتصر على الجانب التكتيكي فقط.;