عبر مستهلكون عن تخوفهم من عرض منافذ بيع منتجات مواد غذائية قاربت صلاحيتها على الانتهاء، عبر الزج بها في دائرة «عروض رمضان»، بغية التخلص منها وتحقيق مكاسب مادية، عوضاً عن إرجاعها أو إتلافها دون طائل مجدٍ، وذلك بالنظر إلى الثقافة الغذائية العائمة السائدة في رمضان، والمرتكزة على المزيد من الشراء طوال أيام الشهر الفضيل.
ورصدت صحف محلية في منافذ بيع مختلفة، وجود أغذية شارفت صلاحيتها على الانتهاء، يتلقفها المستهلكون دون وعي وإدراك، بسبب نهم الشراء، ووجودها ضمن قائمة العروض الخاصة والمغرية أحياناً، وحذر أطباء ومختصون من خطورة عدم انتباه المستهلكين لمثل هذه الممارسات، وضرورة إحكام وزارة الاقتصاد سيطرتها، وبكل قوة، على جميع منافذ البيع ورصد تواريخ الإنتاج والانتهاء، والحفاظ على فترة سلامة للمنتج والمستهلك على حد سواء، كألا تسمح مثلاً للعروض أن تستوعب سلعاً ستنتهي صلاحيتها في غضون أيام، محذرين من جهة أخرى، أن نهم الشراء في رمضان، من شأنه أن يؤدي إلى تكدس بضائع غذائية بفعل إغراء العروض، ما يفتح باب الخطر والتعرض لأضرار صحية، خاصة مع قصر مدة صلاحيتها، واقتراب تاريخ انتهائها.
100 صنف
وتفحصت جولة «البيان» أمس، في منافذ البيع الكبرى بأبوظبي، غالبية سلع العروض الترويجية الخاصة، وتواريخ الإنتاج فيها، حيث تم رصد نحو 100 صنف من السلع الغذائية الرئيسة في منافذ بيع فروع كارفور واللولو هايبر ماركت وجمعية أبوظبي التعاونية، كشفت أن عدداً من الشركات العالمية والمحلية المنتجة للدواجن واللحوم المجمدة، استغلت شهر رمضان بملء مبردات منافذ البيع بمجمدات تنتهي صلاحيتها خلال الشهر الجاري، وأخرى تم تجميدها منذ 18 شهراً، ولم يتبقَ على فترة صلاحيتها سوى أيام معدودة، ودواجن بدون تواريخ إنتاج، وعرضتها بأسعار غير مسبوقة، تصل إلى 11.90 درهماً للدجاجتين.واتضح خلال الجولة، أن السلعة الواحدة، مثل زيت الطبخ، تتراوح فترات صلاحيتها بين الشركات المنتجة بين عام وعامين لنفس النوع.
دجاج مجمد
ورصدت الجولة 15 صنفاً من الدجاج واللحوم المجمدة لشركات محلية ودولية، وكشفت أن كل الأصناف، باستثناء صنف واحد، تباع، ولا تزال في فترة الصلاحية، وهذا الصنف لنوع من الدجاج المجمد لشركة محلية، وهو عبارة عن عرض خاص لدجاجتين 2 كيلو غرام، بسعر 30.75 درهماً، ومكتوب على العبوة أن تاريخ الصلاحية شهر 6 عام 2016، بينما تاريخ الإنتاج يوليو 2015.
ورصت الجولة، وجود أجنحة دجاج مجمدة لشركة عالمية شهيرة بتاريخ إنتاج يناير 2015، أي مضى عليها 18 شهراً حتى أمس، وتاريخ فترة صلاحيتها ديسمبر 2017.
وتميزت عروض اللحوم والأسماك المجمدة بحداثة الإنتاج، وحصرت الجولة نحو 10 أصناف، منها لحم غنم مفروم لشركة محلية بتاريخ إنتاج حديثة نسبياً. وغلب على عروض الأجبان والبيض حداثة الإنتاج أيضاً، وحصرت الجولة نحو 12 صنفاً لشركات أوروبية وسعودية وعمانية ومحلية.
وعرضت شركة محلية، كراتين بيض بعرض خاص 12.85 درهماً لكرتونة 30 بيضة بتاريخ إنتاج 3 يونيو 2016، وتاريخ انتهاء صلاحية 1 سبتمبر 2016، أي نحو 3 أشهر. وتباعدت نسبياً الفترة بين تاريخ الإنتاج والبيع لأصناف الأرز والطحين والمكرونة.وعلى صعيد الخضراوات المشكلة المجمدة، فقد كشفت الجولة، أن غالبية الأصناف المتوفرة في منافذ البيع الكبرى حديثة الإنتاج.وعلى صعيد زيوت الطبخ والسمن، فقد رصدت الجولة أكثر من ثلاثين صنفاً، وتبين أن غالبية الأصناف تعود لتواريخ إنتاج حديثة أيضاً.
قلق مستهلكين
من جانبهم، عبر مستهلكون عن قلقهم من استغلال زحمة الشراء في رمضان، لتمرير سلع أوشكت صلاحيتها على الانتهاء، إذ قال محمد عبد الفتاح، إن عروض رمضان التي تشهدها العديد من منافذ البيع، تتضمن بالفعل العديد من المنتجات الغذائية التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء، مشيراً إلى أنه لا يمانع في شراء هذه المواد، لعدة عوامل، في مقدمها أسعارها المنخفضة، التي لا تقل عن 50 %، مقارنة بسعرها الأصلي، بالإضافة إلى حرصه على استخدامها خلال فترة قريبة، لا تزيد على يومين، وبالتالي، استخدامها خلال مدة الصلاحية، بما لا يسبب أضراراً صحية.