أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

«حينما كانوا هناك..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-06-2016


بين الغابات السوداء والجبال الثلجية في الجنوب الروسي، تلقي بنفسك على الأرض، وتحس بهبوطها تحتك لسنتيمترات عدة، لا تهتم إن كان ما جلست فوقه جثة لحيوان نافق أم أرضاً على وشك الخسف.. أم مجرد تبة ثلجية أخرى! فكل ما تريده في هذه اللحظة هو الراحة.. الراحة فقط.. بعد كل ذاك التعب.. على مرمى البصر ترى «ضريحاً» قريباً لا تخطئ شكل القبر.. اللون الأخضر المميز والآيات في المدخل.. والرجل الذي ينتظر البركة لسبب ما! تسأل: ضريح مَنْ هذا..؟ فيخبرونك بأنه قبر الصحابي الفلاني.. وصل إلى هنا قبلكم!

أحراش كثيفة ودخان.. تلك الرائحة المتميزة للتعرق.. صرخة من مرافقك تسمعها فجأة وهو يحثك على خفض رأسك.. ترفع رأسك ثانية لتراه يمسك بثعبان كان هنا قبل لحظة.. يتوقف قلبك مرة أخرى.. كنت أعلم أن الثعابين تتبعني دوماً لكن ليس إلى هذه الدرجة، أنا متعود على الغدر من ناعمات الملمس.. تبدأ بالبكاء من صدمة الموقف؛ يطمئنك المرافق إلى أنها لو عضتك لم تكن لتموت من فورك كنت ستحظى بنصف ساعة كاملة من الألم قبل وفاتك.. تسب الأحراش الإفريقية وتقرر العودة فوراً.. تلمح ذلك البناء الطيني.. تسأل فيقولون لك: هنا قبر الصحابي الفلاني، وصل إلى هنا قبلكم!

بين نيران الجبال الأذرية، في تلك البقعة التي تقع بين أشرس الحضارات في التاريخ: الفارسية والرومانية والتركية، جبل من نار حقيقية كانت تعبد ذات يوم، واليوم تعلب في براميل تتحكم في مصائر البشر وتُحرق بالحروب من أجلها نفسها مرتين، قمة جبلية نارية أخرى، قبر آخر، أصبحت تتوقع الإجابة.. صحابي آخر.. الابتسامة نفسها في وجوه مضيفيك، والدفء نفسه حينما يضعون أيديهم على كتفيك، وهم يعتقدون أنك من الأبناء البررة.. وصل إلى هناك قبلكم!

يتكرر السيناريو على تخوم قلعة في أوروبا؛ في طريق مهجور في البلقان، في قرية صغيرة في الصين، في جزيرة نائية في شرق إفريقيا، دوماً كانوا هناك، قبل كل وسائل الترف التي يمتلكها الرحالة.. قبل تجليات الأخوين رايت، التي جعلت انتقالنا بالساعات؛ قبل المضادات الحيوية وقبل مرطب البشرة، كانوا هناك قبلكم!

كانوا هناك قبلكم، ولولا فضل الله علينا ثم فضلهم لكنا نطوف في إحدى (حوطات) الربع الخالي، حول تمثال سبونج بوب! كانوا هناك قبلكم.. لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق!

لم يطلبوا تخليدهم، ولم نعرف إلا من اشتهر منهم! يكفي أن تسير في بعض تلك الدروب الوعرة، لكي تعرف كم عانوا، وكم تعبوا، وكم اغبرت الأقدام.. من أجلي ومن أجلك! أليس من حقهم علينا إن لم نخلدهم ونثني على جهودهم أن نذب عنهم الافتراءات على الأقل؟ أن ننظر إلى النجوم التي طاولوها، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة؟ أن نفتخر بانتمائنا إلى تاريخ صنعوه، بدلاً من أن نبحث عن ألف تبرير وتبرير لإرضاء أعدائهم؟!

«.. الله يعلم أني كنت أحسدهم إذا أتتني عنهم قال حدثنا!»