أفاد موقع «جهان نيوز» القريب من التيار الأصولي، بأن زعيم حركة «طالبان» الأفغانية السابق الملا محمد أختر منصور أقام في إيران نحو شهرين، قبل قتله الشهر الماضي في باكستان بواسطة طائرات استطلاع أميركية «بعد نيلها معلومات من جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية».
وهذه المرة الأولى التي ينقل فيها موقع إلكتروني إيراني عن مصادر إيرانية، إن الملا منصور زار إيران وناقش مع مسؤولين إطاراً للتعاون بين الجانبين، علماً أن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري كان نفى زيارة زعيم «طالبان» بلاده.
وأشار الموقع إلى أن الملا منصور أقام نحو شهرين في إيران، قبل توجّهه إلى باكستان حيث قتلته طائرات أميركية بلا طيار. وأضاف أن منصور أجرى في إيران محادثات مع جهات عدة، تتعلق بنشاط «طالبان» ومستقبلها السياسي، لافتاً إلى اتفاق معه على إبعاد الحركة من «داعش» وتقويض نفوذ التنظيم الذي يسعى إلى التوسّع في أفغانستان.
كما شملت محادثات الملا منصور ضرورة الحفاظ على الإطار الفكري والتنظيمي للحركة، وتصديها لـ «داعش» لمنعه من التمدّد في اتجاه الحدود الشمالية لأفغانستان والحدود الأفغانية - الطاجيكية. وتحدث التقرير عن «محادثات مفيدة في هذا الصدد مع المسؤولين الإيرانيين»، توصلت إلى اتفاق على مكافحة زراعة المخدرات في الأراضي الأفغانية، والإتجار بها.
وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن الملا منصور كان من الشخصيات المناوئة للولايات المتحدة، مشيرة إلى تشدده إزاء أي مفاوضات للحركة مع واشنطن وقوات الحلف الأطلسي، لا تشمل انسحاب تلك القوات من أفغانستان. ونفت معلومات أفادت بتورط طهران بالغارة الأميركية التي استهدفته.
ولفتت المصادر إلى أن الملا منصور لم يكن على علاقة جيدة مع أجهزة الأمن الباكستانية، مرجّحة «مساهمتها في استهدافه». ولم تنفِ أن أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية أقامت علاقات مع شخصيات معتدلة في «طالبان»، خصوصاً التي رفضت الحوار مع الولايات المتحدة والتي تسعى إلى فتح أطر حوار مع الحكومة الأفغانية، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
وكانت معلومات أفادت بأن مسؤولين في المكتب السياسي للحركة في قطر زاروا طهران في حزيران (يونيو) 2013، والتقوا مسؤولين في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ووزارة الخارجية، إضافة إلى قادة في «الحرس الثوري». وذكرت مصادر أن وفد «طالبان» كان برئاسة سيد طيب آغا الذي كان يرأس المكتب السياسي للحركة في الدوحة.
وزار وفد من «طالبان» طهران مطلع عام 2013، حيث شارك في مؤتمر عن «الصحوة الإسلامية». وضمّ الوفد محمد الله نعماني، وزير التعليم العالي سابقاً في حكومة «طالبان» المخلوعة، وشمس الدين والي، محافظ مدينة ميدان وردك خلال حكم الحركة. لكن مصادر إيرانية اعتبرت آنذاك أن مشاركتهما في المؤتمر شخصية ولا علاقة لها بـ «طالبان».
ورأى السفير الإيراني السابق في كابول محمد إبراهيم طاهريان أن «القوات الأجنبية في أفغانستان أثبتت عجزها عن مساعدة شعبها، وفشلت من تحقيق التنمية المنشودة للبلد»، مشدداً على أن «دول المنطقة، بينها إيران، تستطيع مساعدة أفغانستان، من خلال إمكاناتها وعلاقاتها». ولفت إلى أن «القوات الأميركية استغلّت حركة طالبان لتحقيق أهدافها ومصالحها، ومن أجل انسحاب منظّم لقواتها من أفغانستان»، مستدركاً أن «السياسة الإيرانية تسعى إلى تعزيز الأمن، وهي مستعدة لدعم كل التيارات الأفغانية من أجل تحقيق هذا الهدف».
واتهم زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار إيران باغتيال أختر وذلك بالوشاية عنه للأمريكان.