أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

حربان على الفلوجة

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 06-06-2016


لقد تضخم الإرهاب وأصبح تهمة توزع في كل مكان، وصل الأمر اليوم أن نرى اتهام مدينة كاملة به، الهجوم العسكري على الفلوجة هذه المرة جاء جديا بالفعل، ورافقته هجمة طائفية في الإنترنت والإعلام على المدينة وسكانها، تشبه في ضخامتها ضخامة الميليشيات والجيوش التي جُهزت لهذه المدينة قليلة السكان صغيرة المساحة.
لِمَ الهجوم الضخم، والحربان على المدينة، عسكريا ومعنويا، إلى درجة إعلان الرغبة في استئصالها من الوجود؟ كما عبّر صراحة أحد القياديين في ميليشيات الحشد الشعبي، هذا يعود إلى أن الفلوجة تمثل رمزا يقف حجر عثرة أمام العراق «الجديد» اليوم، هذا العراق الجديد ليس جميلاً للأسف، بل هو شكل الوضع القائم الذي ساد وانتصر بعد سلسلة الصراعات والتقلبات المريرة التي شهدها العراق، انتصر وضع قائم، استتب فيه الوضع لإيران ولواحقها وأذرعها القوية كالحشد في العراق، ومحاولات الإصلاح السياسي، وإنصاف وإدماج السنة في العملية السياسية، كانت وهماً وإيهاماً سياسياً انكشف العجز فيه.
استتب الأمر في العراق على تسيّد إيران، واليوم، الأخيرة مع الولايات المتحدة تذهبان خطوة أبعد في علاقتهما التي قوتها الحروب، وزعم مطاردة الإرهاب، هذا هو الوجه الظاهر من الحكاية، ولا يوجد حتى تنصل أو تبرير لمسألة محاربتهم الإرهاب بكيان إرهابي آخر، يتمثل في الميليشيات الطائفيات الموجودة. والوجه الذي لا يظهر مباشرة هنا، هو التطبيع السياسي مع الوضع القائم في العراق، الذي يعني بقاء حكومة ونخبة لم تُصلح سياسيا، ولم تحارب الفساد، ولا قاومت الخضوع والتبعية، وظلت رهينة لقادة الميليشيات والأحزاب.
الإقرار والقناعة ببقاء مثل هذه الحكومة الفاشلة، يقتضي القضاء على المناطق المقاومة لها، إن الفلوجة وشبيهاتها في العراق يمثلون منطق المقاومة السياسي الذي يحارب اختلال العدالة، وهذا كان حاضرا قبل حضور أي مشهد مسلح، وما دام البلد قد سُلِّم إلى مشروع إيراني أميركي يغلف نفسه بخطاب طائفي، فمن الطبيعي أن نشهد في المقابل مقاومة بخطاب سني عربي، الهجوم على الفلوجة يحمل هذه الرسالة السياسية التي تهدف لدحر أي مقاومة، وكذلك يهدف إلى تجاوز المشاكل الداخلية الكبيرة للحكومة.
نعم تورطت المناطق السنية بتوغل التطرف وداعش، الذي أتى كنتيجة طبيعية وواضحة لمسألة إضعاف هذه المناطق واستغلالها ومن ثم تهميشها، لكن الحكاية الجديدة لا تلغي وجود الحكاية السابقة والأساس لكل هذه الأوضاع، وهي الظلم الطائفي والتحيز السياسي الذي تورطت به البلاد. لقد طالبت القيادات العسكرية أهالي الفلوجة بمغادرتها قبل بدء المعركة، والجميع يعرف من الحالات السابقة في تكريت والرمادي وديالى أن الأهالي الذين غادروا لم يسمح لهم بالرجوع! إن هذا إلغاء للمدينة كلها، وجريمة إنسانية بحق أهلها، إن المدينة لم تتغير، لكن حساسية الطائفيين زادت، ووصلت إلى اتهام مدينة كاملة بالإرهاب، واتهام من ينصفها ويتعاطف معها بذلك أيضاً.;