في رواية تشويق ومغامرة ممزوجة ببعض لمسات الخيال العلمي، تروي الإماراتية عائشة النقبي، ابنة الثالثة عشرة، قصة فتاة يتيمة تطاردها المخابرات الأميركية لتكتشف أثناء هروبها عالماً مخفيا في أعماق غابة في ولاية كارولاينا الشمالية في أميركا.
الرواية «بلو مون» أو القمر الأزرق، صادرة مؤخرا عن دار «كتّاب» في دبي، مكتوبة باللغة الإنجليزية، ومليئة بتفاصيل سردية مدهشة، رغم أنها أول رواية للطالبة في المدرسة الأميركية الدولية في أبوظبي، فقد حافظت على بناء فني متماسك ،وبرعت في خلق شخصيات متعددة لمراهقين يبحثون عن التعايش في عالم متصارع، يذكر كثيرا بأفلام الأكشن الأميركية، غير أن الكاتبة الطفلة قالت لصحفة «الاتحاد» المحلية إنها ليست من عشاق هذا النوع من الأفلام ولكنها تحب قراءة هذا الأدب: « إنني استمتع بالتشويق والإثارة وليس العنف، إنها أعمال تعلمنا التعايش وتقبل الآخر».
وتقول: «منذ طفولتي أحب القراءة وكتابة يومياتي والقصص، ولأني سافرت كثيرا مع العائلة بحكم عمل والدي الدبلوماسي وحياتنا في أميركا لبعض الوقت، أتقنت اللغة الإنجليزية أكثر من العربية، خاصة أنني أدرس في مدارس أجنبية، وأقرأ لكتاب أمريكيين مثل كيسنجر كلير و ريك رايندر و برين جاكسون و جاكلين ويلسون التي تأثرت بها وأخصص لها مساحة من مكتبتي، واستلهمت فكرة روايتي من كتب مماثلة تظهر فيها الشخصيات الشابة ضعيفة، وتستمد قوتها من مواجهة التحديات والصعاب».
في الرواية يجابه مجموعة من الفتية السلطة المتمثلة في المخابرات المركزية الأميركية، وتعتقد النقبي أنها مقاربة لميل المراهقين للتحرر من سلطة البالغين والآباء أو المعلمين»هي مرحلة ربما لا نستمع فيها إلى صوت العقل، وقد عملت على هذه الفكرة، وقدمتها بشكل مكثف ومبالغ فيه لتركيز الفكرة.
وتظهر لمسة علمية في ثنايا الرواية مثل تحضير محلول للاستنساخ واستخدام تكنولوجيات متقدمة، إذ تميل النقبي إلى قراءة الموسوعات والكتب التي تعلم المهارات وصنع الأشياء. وتؤكد أنها لم تتلقَ أية مساعدة لكتابة الرواية، فقد استفادت من المنهج الدراسي الذي يهتم بالكتابة الممنهجة والبناء الفني والأسلوب، حتى الملاحظات التي كانت تتلقاها من أصدقائها وزملائها في المدرسة بعد أن تشاركهم أجزاء مما تكتب، لم تكن تميل إلى الأخذ بها إذ التزمت المسار الذي وضعته للقصة.
استغرق تحديد فكرة الرواية قرابة العام «فقد راودتني فكرة الكتابة عن فتاة تهرب إلى الغابة العام 2014 وهذا ما شكل الفصل الأول من العمل، وفي العام 2015 بدأت الكتابة التي استغرقتني نحو 3 أو 5 أشهر، وأحببت أن أقدم العمل مكتملا في عام القراءة». تعمل النقبي حاليا على الجزء الثاني من الرواية لكنها قد تكون على أرض متخيلة وليس بلدا حقيقيا «سأخلق لها عالما متكاملا، وسأعمل عليها خلال أشهر الصيف المقبلة». أما عن الكتابة عن البيئة المحلية فقد كشفت أنها كتبت سابقا قصة عن أمريكيين يزورون الإمارات ويتجولون في أماكن معروفة فيها «ربما أعمل على هذا النص وأطوره ليكون في كتاب».
في المنهج الدراسي تدرس النقبي بعض القصائد العربية وعندما تبحث عن مصادر إنجليزية لا تجدها متنوعة و لا تشبهني ولا تشبه أفكاري، وغالبا هي لشعراء توفوا قبل أن أولد! كذلك الأمر مع الكلاسيكيات الإنجليزية مثل جين آير وشارلز ديكنز وغيرهم، الموضوعات المطروحة لم تجذبني وتوضح «أقرأ لكتاب أمريكيين لا يكتبون عن أميركا فقط بل تدور الأحداث في أوروبا أو آسيا أو غيرها، فمن خلال كتبهم تعرفت على الثقافات الأخرى».
لم يتضح للنقبي ملامح مستقبلها بعد، وتقول «المستقبل غير معروف بالنسبة لي، إلا أني أجد عمل أبي مثيرا فربما أعمل في المجال الدبلوماسي».