عاد إلى الواجهة مرة أخرى اسم الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، بعد تداول خبر مفاده أن السلطات السعودية أرسلت رسالة حادّة للبيض تنتقد فيها تحركاته في الشارع اليمني الجنوبي، وإصراره على مطالب الإنفصال وتغذيتها وسط الشارع الجنوبي. وهو المشروع الذت تتبناه أبوظبي إعلاميا على الأقل، ورسميا ولكن بصورة غير معلنة.
وتناقلت هذه الرسالة وسائل إعلام يمنية وخليجية، وقالت إن السعودية تعمدت إرسال هذه الرسالة في الذكرى السادسة والعشرين للوحدة اليمنية التي وافقت (22|5) المنقضي اليوم. وبعد بث البيض بيانا يطالب فيه بالإنفصال، نشره من مقر إقامته في أبوظبي، رجحت مصادر سعودية أن تكون هذه الرسالة وصلت عبر أشخاص ووصفت تحركات البيض بالطائشة واللامسؤولة، وأنها تخدم أهداف الحوثيين.
ونقلت وسائل الإعلام السعودية عن مسؤول سعودي القول بأن الرسالة ذكرت أن "المملكة تراقب تحركاتكم ومن يقدم لكم الدعم بغية تحقيق أهداف لاتخدم اليمنيين وتهدد أمن الخليج" وأنها لن تقف متفرجة في مواجهة أي تحرك انفصالي في جنوب اليمن.
ورغم تناول العديد من وسائل الإعلام اليمنية خبر الرسالة، لم ينف أي مصدر سعودي فحواها. لكن خبيرا عسكريا سعوديا أكد صحة الرسالة ووصولها إلى البيض، حيث قال العميد حسن الشهري: إن بيانا سعوديا وجه إلى علي سالم البيض مفاده أن المملكة تراقب تحركاته الإنفصالية وعلاقته بإيران.
وقال الشهري في حوار مع قناة “سهيل” المحلية اليمنية إن البيان السعودي الذي نشر في وسائل الإعلام وصل علي سالم البيض وإن فحوى الرسالة تضمن أن ما يقوم به البيض غير مقبول من جانب السعودية والتحالف وأن "فصل الجنوب عن الشمال أمر خطير ولا يمكن السماح به".
وكان البيض الذي يقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أصدر بيانا عشية الذكرى السادسة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب، أكد فيه على مطلب "الإنفصال وإعلان فك الإرتباط واستعادة دولة الجنوب، وطرد المحتل اليمني"، حسب تعبيره.
وهدد البيض بأن ما وصفه بإحتلال الجنوب عسكريا وسياسيا لا يسبب خطرا على شعب الجنوب فحسب، بل على دول الجوار، داعيا دول التحالف لتلبية مطالب شعب الجنوب.
رسائل سعودية "بالنار"
وأثار قيام طيران التحالف العربي توجيه ثلاث غارات لمعسكر العر في يافع الأسبوع الماضي في محافظة لحج الكثير من الجدل، إذ قالت مصادر محلية، إن ثلاث غارات لطيران التحالف، استهدفت معسكر العر في يافع لحج، جنوب البلاد، فجر الأربعاء (25|5).
وأفادت مصادر بأن المعسكر الذي تعرض للقصف كان سيشهد عرضا عسكريا لعناصر من الحراك الإنفصالي الذي يتبع علي سالم البيض.
وأفادت المصادر أن استهداف المعسكر جاء بسبب رفض قوات التحالف والسعودية بالذات إقامة العرض العسكري، من جانب تشكيل مسلح خارج عن سيطرتها، وأن لديها معلومات بأن هذا المعسكر يتبع البيض وتدعمه دول إقليمية.
وكان معسكر العر في يافع أحد المعسكرات التابعة لقوات الحرس الجمهوري، وسيطر عليه مسلحو الحراك في العام 2011، واستخدم كمعسكر تدريبي خلال الحرب التي اندلعت في أواخر مارس من العام الماضي.
وقبل أشهر نقل مسلحو الحراك الجنوبي الإنفصالي إلى المعسكر الواقع في مديريات يافع مدرعات إماراتية إلى مناطقهم، بعد مشاركتهم في السيطرة على عدن ولحج، إلى جانب قوات التحالف في يوليو من العام الماضي.
وقال الخبير العسكري السعودي حسن الشهري “إن قصف معسكر العر في يافع رسالة من التحالف والسعودية بأنهم ضد أي تشكيل مسلح خارج إطار الشرعية والوحدة اليمنية".