أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

مصدر التعصب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 30-05-2016


يقول الفيلسوف جورج سانتيانا، التعصب هو الاستمرار في شيء بعد أن تكون نسيت هدفك الأول منه، وهذا هو الحال في وجوه التعصب الموجودة في العالم اليوم، كثير من التعصب يمارسه أصحابه كطبيعة وعادة، ومصادر التطرف في الثقافات الدينية أو العلمانية، متنوعة وواسعة، ولذا كل متطرف لديه تبرير لما يفعل.
إن العنف المادي الذي ينتشر اليوم على شكل حروب واقتتالات أهليه، له أصل نظري طويل، لا يتم امتهان ضحية بشكل مادي إلا بعد امتهانها والحط منها معنويا وثقافيا.
طوال التاريخ كانت «شيطنة الضحية»، حسب تعبير منير العكش، هي السبيل إلى امتهانها لاحقا بضمير بارد، وبلا تبعات.
الإرهابي اليوم، شديد التشنيع على الآخر، يكفره، ويحلل استباحته نظريا، قبل أن يمارس الاعتداء عليه.
انتشار خطابات التطرف وشيوعها في مجتمع، تقود إلى التورط في العنف المادي وانتشاره، فلا أحد في النهاية يجني شوكا من العنب.
أسباب التطرف متعددة، لكن هناك سببا واضحا وأصيلا يعود إليه بناء التطرف تاريخيا، هذا السبب هو العلاقات المجتمعية، لقد بدأت التمايزات تنشأ بين البشر ثقافيا، وأخذت المجموعات تترابط في داخلها، وتوثق علاقات أفرادها، وشدة هذا الترابط الداخلي، كانت تأتي على حساب العلاقة بالآخر من خارج دوائر هذه المجموعة.
تضخمت المجموعات البشرية، وأصبحت إمبراطوريات، وأعراق، وممالك، وأديان، والعامل المشترك بينها كلها، كان الخوف من الآخر، هذا الخوف، كان غنيمة ورأسمال للنخب داخل هذه الجماعات.
القيادات والنخب دخلت على الخط، وبدأت بتخويف الجماعات من الآخر، فتعلن بذلك أنها دليلهم ومن يملك مفاتيح نجاتهم، من السهل أن تقود قطيعا من الخائفين، حين تقنعهم أنك تعرف درب حمايتهم، لم تكن عقلية هذا الصراع وهذا التخويف تتأجج لأن الجماعة الأخرى بالضرورة مضرة، وإنما لأنها تؤدي دورا وظيفيا يكمن في السيطرة على الجماعة ذاتها، قبل الأخرى.
وهذا هو مغزى مفهوم الهيمنة الذي يطور ويجدد نفسه دوما عبر التاريخ، الهيمنة ليست أداة دفاعية، وليست هي التصرف الطبيعي حال خوف أو درء خطر من الآخر، بل هي فعل طامع ومتعد، يحدث على الجماعة التابعة، وبغض النظر عن طبيعة الآخر، والهيمنة تصرف متجاوز يبحث عن الهيمنة ذاتها، دون تبرير.
إن مصدر التعصب، ليس الاقتصاد أو الدين أو السياسة أو الأيدلوجيات المختلفة، هذه مفاهيم مجردة قد تكون مفيدة لو كانت في مسار صحيح. إن مصدر التعصب هو النخب التي تتلاعب بهذه المفاهيم، وتوجهها، وتحرف مسارها الصحيح، وتجير لأجلها مخاوف الناس والأفراد، فيبرز التعصب في النهاية، كنتيجة طبيعية، لتخويف مستمر.;